مهمتي التي لم أكملها في الثقافية !
كتبهامحيي الدين سعيد ، في 23 أكتوبر 2009 الساعة: 22:55 م
قبل زمن ليس بالطويل اقترح علي الصديق الأستاذ سمير رشاد اليوسفي أن أقوم ببحث كبير عن الشاعر المجهول أحمد برداد ، والذي كان موضوعاً جديراً بالبحث والتنقيب ومازال كذلك، ولقد كان الصديق سمير دقيقاً وصائباً في عمق واستحقاق الشاعر أحمد برداد للبحث والتنقيب ولقد أدركت من خلال البحث أن الشاعر أحمد برداد لديه مخزون شعري كبير وتميز شعره بأنه أخذ طابع الشعر الحميني بأسلوبه الخاص الذي يدل على شخصيته ويوحي بألوان الطبيعة التي عاش فيها الشاعر، وتوصلت الى أن الشاعر عاصر الآنسي الأب أو الابن …..وللأسف الشديد أن شعر هذا الشاعر مازال بعضه محفوظاً على طريقة الجاهليين، حيث لايمكنك أن تتعرف على شعره إلا إذا زرت قريته التي تقع قبل نجد قسيم بقليل وهي قرى برداد المتناثرة هنا وهناك وهي أقرب ماتكون الى تعز والى وادي الضباب الشهير.
ولقد كانت رحلتي تلك فاشلة للغاية لأسباب كثيرة سأوضحها بعد قليل.. لم أتصور أن أجد أناساً يحفظون شعراً لهذا الشاعر شفاهة وخاصة أنه عاش قبل سنوات طوال ولذلك لم أحمل جهاز تسجيل أو أنني لم أجد بالأصح وتعذر ذلك، وأعتقدت أن قلمي ودفتري سيكونان كافيين للمهمة ولكن هيهات هيهات…لبحث مثل هذا أن يكون القلم والورق كافياً، لأن مايحفظه الناس أكبر وأكثر مما يكتب ، والوقت المتاح لايساعد أبداً على ذلك، ولقد وجدت شعراً باذخاً مهوماً بأجنحة الخيال، منغمساً في الطبيعة الخلابة لوادي الضباب بخضرته وأنهاره وأزهاره وطيوره ونسائه (الجميلات) ولقد وصلت الى حقيقة شبه كاملة أن أحدهم يمتلك فعلا الأعمال الكاملة للشاعر أحمد برداد، والذي بدوره امتلكها كوريثة من أبيه….. ونحن لانعلم حتى الآن يقينا لماذا يحتفظ الشيخ صادق الضباب بأعمال الشاعر الذي عاصر تقريبا الشاعر الحميني المشهور عبد الرحمن الآنسي الأب أو الآنسي الابن أحمد… وهذا شبه استنتاج صحيح للغاية بالنظر الى التقارب الفني الذي يجمع بين المدرستين الحمينيتين.
بل وذهب البعض من الذين اطلعوا وقرأوا التجربتين الشعريتين رغم ما اندلع من معارك أدبية بين كثير من التهاميين الذين يدعون أنهم مبتكرو الشعر الحميني وتفعيلاته وأغراضه والمتعصبين للشعر الحميني الصنعاني ، ولاأعتقد أن بإمكان المتعصبين للشاعر أحمد برداد أن يقولوا شيئا لسبب وحيد فقط إن شعره غير موجود …ولانستبعد أن يخرج لنا الشيخ صادق الضباب لينفي أو يؤكد ماذهبنا اليه بخصوص الميراث الشعري للشاعر أحمد برداد وأرى أن اثارة مثل هذه القضية قد يساعد في اخراج حقيقة الأمر الى النور بدلا من دفنه في الظلام …..
وأريد هنا أن أذكر نكتة سخيفة تعرضت لها وأنا اتنقل بين القرى البردادية وأني طوردت من احدى الأبقار التي تهوى المناطحة وكذلك من بعض الأشخاص الذين ادعوا أنهم من أحفاد أحفاد الشاعر أحمد برداد…مطالبين بالأموال متى وجدت ما أبحث عنه ، ولا استبعد أن يكون ذلك سببا للشيخ صادق الضباب بعدم الزج بنفسه في قضية مثل هذه .. وهو سبب اختفاء شعر الشاعر أحمد برداد.. ولقد وقعت في فخ وأنا أحاول جعل الناس يمدونني ببعض القصائد للشاعر تحت اغراء أن الفنان أيوب طارش يريد أن يغني للشاعر أحمد برداد ، ولم أكد انتهي الا والورثة يجرون بعدي من( حول الى حول)
وهذا سبب لم أقله للصديق سمير رشاد اليوسفي ، وأنا أعود الى مقر الصحيفة بقصيدة واحدة يتيمة تذكر بهذا الشاعر الذي مات مرتين !!!
تعليقات