الحلاج .....في كتاب / من صحيفة الجمهورية 1 ـ 3

الـحــــلاج1-3


الإثنين 23 أغسطس-آب 2010 القراءات: 20





مختارات من الـحــــلاج

«الأعمــــــال الكاملـــة»

قـاســـم محـمـــد عــبـــاس

خطفات عن الحلاج

بقلم: آنا ماري شيمل

«وما فعلتُ، ستفعلُه أنت أيضاً – حذارِ!

ستحمل البعث للميتين – حذارِ!»

بهذه الكلمات يجعل الشاعر والفيلسوف الهندي المسلم محمد إقبال (1877- 1938) الحلاج يتكلم في ملحمته الفارسية الخيالية «جاويدنامه»، أي «كتاب الخلود»، فيصوره بذلك كمفكر مبدع، حاول بث الحياة في معاصريه الموتى روحياً وفكرياً، أي حاول منحهم إيماناً حياً جديداً، وتحريرهم من التقليد واجترار القواعد المتوارثة الخالية من كل روح. إنها لظاهرة تبعث على الاهتمام أن يحتل الحلاج – الناقد المناوىء بين عدد ضئيل من أمثاله في تاريخ الفكر

الإسلامي – مكانة مرموقة بين النخبة الفكرية في صفوف المسلمين في العقود الأخيرة.

إن هذا المتصوف، الذي أُعدم بأبشع صورة في بغداد عام 922، قد أُسيء فهمه مراراً. فقد فُهمت كلمته: «أنا الحق»، أي «أنا الحقيقة المطلقة»، أي «الله»، فُهمت كتعبير عن تعالٍ متعاظمٍ للذات، بحيث أثار بذلك الشكوك في إيمانه بحلول الذات الإلهية في النفس البشرية. وقد اعتبره بعض معاصريه ساحراً خطراً، بينما استاء خصومه السياسيون من دوره في خطة مرسومة لإصلاح الضرائب، ورأى رجال الدين في فكرته حول إسقاط الفرائض تعبيراً عن كفره ودليلا على إلحاده، رغم أنه ألّف في عمله «كتاب الطواسين» أجمل أنشودة يمتدح فيها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. غير أن كبار المتصوفين في جميع العصور قد أبدوا إعجابهم الشديد بحبه المطلق لله عز وجل. ونجد في أدب العصر الوسيط خطاً يزداد وضوحاً في العصر الحديث: إذ يُعتبر الحلاج ثائراً في وجه ضيق الأفق الفكري لدى المتحجرين من رجال الدين، لأنه شهد خبرة الاتصال بالله، تلك التجربة الروحية الحية – كما فعل الإمام الغزالي فيما بعد، عندما تخلى عن وظيفته التعليمية في المدرسة النظامية ببغداد، لأنه وجد أن زملاءه كانوا منغمسين في نزاعات وخلافات لا طائل من ورائها حول مسائل فقهية سطحية، دون أن يتحلّوا بذرّة من الإيمان الحي، أو يمتلكوا بارقة من الاتصال الحي بالذات الإلهية.

وفي تطور يثير الاهتمام يظهر الحلاج في شعر إيران وشبه القارة الهندية لفترة ما بعد العصر الوسيط كإنسان رفض السكولاستية المتحجرة بسبب تجربة اتصاله المباشر بالله عز وجل وحبه الخالص له، مما أدى الى قتله. ولكن أليس من الصحيح أنه عندما يرى الإنسان الحقيقة ويجدها، يكون مستعدا للموت في سبيلها؟ وقد قال الشاعر الهندي ميرزا أسد الله غالب (1797-1869) في بيت شعري فارسي مشهور ما معناه:

«السر الكامن في القلب – لن يكون موعظة جوفاء!

قد تُفصح عنه على المشنقة؛ أما على المنبر، فلا!»

وهذا يعني أن الشاهد الحقيقي لجلالة الله يجب أن يصبح شهيداً، وأن يدفع حياته ثمناً لأعلى تجربة وهي الاتصال بالحقيقة.

وفي الأدب الأُردي والتركي الحديث يُصوّر الحلاج أحياناً كثائر ضد المجتمع القائم، كما أنه يظهر كذلك في الشعر العربي المعاصر كممثل للأبعاد العميقة للإسلام، كمكافح من أجل العدالة والفهم. وقد سعى صلاح عبد الصبور في «مأساة الحلاج» الى إظهار الطابع الاجتماعي لرسالة الحلاج، وأعطى تفسيراً دقيقاً لضرورة موته: إذ كان موته أمراً محتوماً – لكي يعود أتباعه فيجدوا كلماته في أثلام الحقول، حيث تكمن خفية عن العيون، لكي تحمل على الرياح، التي تهب فوق الأمواج – فما الذي كان سيحدث لرسالته المنادية بحرية الفكر، لو لم يمت مشنوقاً؟

وقد أكد أدونيس في أعماله الأولى على حداثة لغة الحلاج، وقد كرّس هو وعبد الوهاب البياتي لهذا المتصوف الشهيد شعراً رثائياً زاخرا بالأحاسيس العميقة، وإن كان يتسم بالصعوبة في فك طلاسمه.

ومع ذلك فإنه يبدو لي أن إقبال أكثر إصابة للحقيقة من أغلب المحاولات الأخرى في فهمه لنواة حياة هذا المتصوف الوسيطي العاشق لله ومدى تأثيره. فقد اعترف بالحلاج – الذي يُحتفى به منذ عدة قرون في الشعر الشعبي الهندي الإسلامي كعاشق كبير لله – كمصلح إسلامي. وقد كانت قناعة إقبال ثابتة في أن «عالم القرآن» ينفتح لكل إنسان وفي كل عصر بصورة جديدة، وأن الإسلام ليس دينا متحجراً بعيدا عن الواقع، بل إن المفكرين والصوفيين الكبار قد تغلغلوا الى طبقات بعيدة الأعماق من الفهم، بحيث يصبحون بذلك أمثلة عليا يقتدي بها الإنسان العصري أيضاً. و في نظره كان الحلاج، الذي فهم أعماق الوحي الإلهي بصورة أفضل مما فعل كبار الفقهاء ورجال الدين الذين يعجزون عن التحليق الى الذرى الفكرية، كما يقول هذا المفكر الإسلامي الهندي بسخرية، لأن كلاً منهم يجثم «كقارون على المعاجم العربية»، أي أنه لا يستطيع التحليق بسبب عبء معارفه اللغوية الفقهية، بل يُضغط ميتاً تحت الغبار، كما غرق قارون تحت عبء كنوزه. لقد كان الحلاج في نظر إقبال مناضلا طليعياً في سبيل الإيمان الحي، وكان بهذه الصفة مثلا أعلى للإنسان المعاصر.

وقد يكون هذا التفسير مفاجئاً؛ ولكن إذا قام إقبال «بصورته النيتشوية» للحلاج – كما قال لويس ماسينيون مرة – بحثّ بقية البشر على التفكير، فإن في ذلك إنجازاً مهماً كبيراً: فقد اتضحت له ضرورة الحب الخلاّق لتقديم تفسير مثمر للعصر الحديث في مثال هذا الشهيد الصوفي من العصر الوسيط.

التفسير

1ـ الفاتحة ( بسم الله...)

قول:(بسم الله) من بمنزلة (كن) منه , فإذا آمنت أحسنت أن تقول: (بسم الله) تحققت الأشياء بقولك (بسم الله) كما يتحقق بقوله (كن).

2ـ الفاتحة (اهدنا) في قوله: (أهدنا الصراط المستقيم) قال: طريق المحبة لك ,والسعي إليك.

3ـ (وقال فيها) اهدنا إلى طاعتك , كما أرشدتنا إلى علم توحيدك.

4ـ البقرة 20: (كلما أضاء لهم مشوا فيه , وإذا أظلم عليهم قاموا) إذا أضاء لهم مرادهم من الدنيا والدين ألفوا ( مشوا فيه وإذا أظلم عليهم) من خلاف بعقولهم (قاموا) مجهولين.

5ـ البقرة 34: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا) ولما قيل لإبليس: (اسجد لآدم) خاطب الحق ,فقال: أرفع شرف السجود عن سري إلاك حتى أسجد له؟ إن كنت أمرتني فقد نهيتني ,فقال له: فإني أعذبك عذاب الأبد ,فقال: أولست تراني في عذابك؟ قال: بلى ,فقال: فرؤيتك لي تحملني على رؤية العذاب ,أفعل بي ما شئت ,فقال له: وإني أجعلك رجيماً ,قال إبليس: أوليس لم يُحامد سوى غيرك (كذا) افعل بي ماشئت.

6ـ البقرة 54: (فتوبوا إلى بارئكم):ماشرع الحق إليه طريقاً إلا وأوله التلف ,قال الله تعالى: (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم) فما دام يصحبك تميزك وعقلك , فأنت في عين الجهل حتى يضل عقلك , ويذهب خاطرك , وتفقد سبيلك إذ ذاك (عسى) و(لعل).

7ـ (وقال فيها): التوبة محو البشرية بإثبات الإلهية , وفناء النفوس عما دون الله تعالى , وعن الله تعالى , حتى يرجع إلى أصل العدم , ويبقى الحق كما لم يزل.

8ـ البقرة 115: (فأينما تولوا فثم وجه الله) وجهه حيث توجهت , وقصده أين قصدت , وهذا مثل ابداء الحق للخلق ,كمثل الهلال يرى من جميع الأقطار ,ويحتجب بالرسوم والآثار ,فإذا ارتفعت الرسوم صار ناظراً ولا منظوراً.

9ـ البقرة 255: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) لا إله إلا الله يقتضي شيئين ,إزالة العلة عن الربوبية , وتنزيه الحق عن الدرك.

10ـ البقرة 255: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) فأي الشفيع إلى من لايسعه غيره ,ولايحجبه سواه.

11ـ أل عمران :6 (يصوركم في الأرحام كيف يشاء) خصوصية تصويره إياك أنه قومك وسواك وعدلك وأنزلك منزلة المخاطبين.

12ـ آل عمران 18: (شهد الله أنه لا إله إلا هو) شهادة لنفسه أن لا صانع غيره آمن بنفسه قبل أن يؤمن به , بما وصف من نفسه , فهو المؤمن لغيبه , الداعي إلى نفسه , والملائكة مؤمنون أي شاهدون ,وبغيبه داعون إليه , والمؤمنون به مؤمنون به وبغيبه , داعون إليه وكتبه ورسله ,فمن آمن فقد آمن ,وكل ما في القرآن ,مما يشير إلى غيبه فإنما يشير بنفسه إلى غيبه , ولا يعلم غيبه إلا هو.

13ـ آل عمران 26: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزّ من تشاء وتذل من تشاء...) (تؤتي الملك من تشاء) فتشغله به , و(تنزع الملك ممن تشاء) أي ممن اصطفيته لك ,فلا تؤثر فيه أسباب الملك ,لأنه في أسر الملك و(تعزَ من تشاء) بإظهار عزتك عليه, و(تذل من تشاء) باتصافه برسوم الهياكل.

14ـ آل عمران 31: (فاتبعوني يحببكم الله) حقيقة المحبة قيامك مع محبوبك بخلع أوصافك والاتصاف باتصافه.

15ـ آل عمران 39 :(وسيداً وحصوراً) السيد من خلا من أوصاف البشرية , وأظهر بنعوت الربوبية.

16ـ آل عمران 83: (وله اسلم من في السموات والأرض) أخذهم عن شهود شواهدهم بخصائص الاطلاع عليهم , فمن طالع الذات أسلم طوعاً , ومن طالع الهيبة أسلم كرهاً.

17ـ آل عمران 96: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) الحق تعالى أورد تكليفه على ضريون: تكليف عن وسائط , وتكليف بحقائق , فتكليف الحقائق بدت معارفه منه , وعادت إليه , وتكليف الوسائط بدت معارفه عمن دونه , ولم يتل به إلا بعد الترقي منها إلى الفناء عنها ,ومن تكليف الوسائط إظهار البيت والكعبة , وقال(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً) فما دمت متصلاً به كنت منفصلاً عنه , فإذا انفصلت عنه حقيقة وصلت مظهره وواضعه , فكنت مترسماً بالبيت متحققاً بواضعه.

18ـ آل عمران 144: (وما محمد إلا رسول) ليس للرسول إلا ما أمر به , أو كوشف له , ألا تراه لما سئل في ما يختصم الملأ الأعلى بقي حيث لم يسمع حساً ولا نطقاً , فقال: لا أدري , علماً غيب عنه شاهده بوقع الصفة عليه , شاهدهم بشهود الحق ,وذهب عنه صفة آدميته: أي لما عاين ما أطلعه الله تعالى عليه من مشاهدته غاب عن صفته , لأنه غير صار عين الآدمي فتكلم بالعلوم كلها صلوات الله تعالى عليه.

19ـ آل عمران 191: (الذين يذكرون الله) الذكر طرد الغفلة , فإذا ارتفعت الغفلة فلا معنى للذكر.

20ـ النساء 59: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) العبد مبتلى بالأمر والنهي ولله في قلبه أسرار تخطر دائماً , فكلما خطر خاطر عرضه على الكتاب , فهو طاعة الله , فإن وجد له شفاء , وإلا عرضه على السنة , وهو طاعة الرسول فإن وجد له شفاء , وإلا عرضه على سير السلف الصالحين ,وهو طاعة أولي الأمر.

21ـ النساء 83:( الذين يستنبطونه منهم) استنباط القرآن على مقدار تقوى العبد في ظاهره وباطنه وتمام معرفته , وهو أجل مقامات الإيمان.

22ـ النساء 102: (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) ليس لله مقام , ولا شهود في نادٍ, ولا استهلاك في حيرة , ولا ذهول في عظيمة يقطع عن آداب الشريعة , ولا له موقف أوقف فيه الموحدين أشهدهم الشريعة ,فصح أن جريانها عليهم علم للغير لا لهم ,ومما يصحح هذا قوله(وإذا كنت فيهم) فجعل إقامته للصلاة أدباً لهم ,وهو في الحقيقة في عين الحصول , لا يرجع إلى غير الحق في متصرفاته ,ولا يشهد سواه في سعاياته.

23ـ النساء 125: (واتخذ الله ابراهيم خليلاً) اتخذه خليلاً , ولا صنع لابراهيم فيه ,وذلك موضع المنة ,ثم أثنى عليه بالخلة وذلك فعل الكرام.

24ـ النساء 139: (ايبتغون عندهم العزة) ومن اعتز بالعزيز أعزه الله ,ومن اعتز بغيره فبعزه أذله.

25ـ المائدة 2: (وتعاونوا على البر والتقوى) يصح للمتوكل الكسب بنية المعاونة , كما قال الله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى) ويصح له ترك الكسب بحقيقة ضمان الله تعالى له , ومن خالف في العقد كسباً أو تركاً ,فقد اخطأ.

26ـ المائدة 20: (وجعلكم ملوكاً) احراراً من رق الكون وما فيه.

27ـ المائدة : 35( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة...) (وابتغوا إليه الوسيلة) التي كانت مني إليكم ,لا منكم إلي والوسيلة ما منه إليك من غير سبب وسؤال.

28ـ المائدة 116: (تعلم ما في نفسي) لأنك أوجدته , ولا أعلم ما في نفسي لك ,ولا أعلم ما في نفسك لبعد الذات عن الدرك.

29ـ المائدة : 119 (هذا يوم ينفع الصادقين) في هذه الآية إذا قابل ربه بصدقة , وجهل أمر ربه وطلب ربه بحظه ووعده , فطالبه ربه بصدق صدقه , فاقلبه من رتبته وأبعده عما قصده , وإنما ينفع صدقه , من لقيه بالإفلاس أيقن أنه كان مستعملاً تحت حكمه وقبضته.

30 - الأنعام 2: (هو الذي خلقكم من طين)

ردهم إلى قيمتهم في أصل الخلقة , ثم أوقع عليهم نور اليد وخاصية الخلقة متميزاً بذلك عن جملة الحيوانات بالمعرفة والعلم واليقين.

31ـ الأنعام :18: (وهو القاهر فوق عباده).

القاهرية تمحو كل موجود.

32ـ الأنعام 19: (قل أي شيئ أكبر شهادة).

لا شهادة أصدق من شهادة الحق لنفسه , كما شهد له في الازل لقوله تعالى (قل أي شيئ أكبر شهادة قل الله).

33ـ الأنعام :53(وكذلك فتنا بعضهم ببعض).

قطع الخلق بالخلق عن الحق وقال: (وكذلك فتنا..)

34ـ الأنعام 67: (لكل نبأ مستتر...)

لكل دعوى كشف.

35ـ الأنعام 70 (وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً).

لا تلاحظ من شغلهم خلقنا عنا , ونسوا بحياتهم في دنياهم ,وهو في الحقيقة موت , والحي من يكون به حياً.

36ـ الأنعام 73 (قوله الحق وله الملك).

هو الحق ولا يظهر من الحق إلا الحق ,قال الله تعالى : (قوله الحق...).

37ـ الأنعام 91: (وما قدروا الله حق قدره).

كيف تقدر أحداً حق قدره , وهو يقدره ,أيريد أن يُقدر قدر ,ولو عرفوا ذلك لذابت أرواحهم عند كل وارد يرد عليهم من صنعه ,وأوصف الحدث أين يقع من أوصاف القدم.

38ـ الأنعام : 91( قل الله ثم ذرهم).

دعا خواصه بهذه الآية إلى الانقطاع عن كشف ما له إلى الكشف عما به.

39ـ الأنعام 103: (وهو اللطيف الخبير)

في اللطيف لطف عن الكنه , فأنى له وصف , ومن لطفه ذكره لعبده في الدهور الخالية , إذ لا سماء مبنية ,ولا أرض مدحية.

40ـ الأعراف 1: (المص) الألف ألف المألوف , واللام لم الآلاء ,والميم ميم الملك والصاد صاد الصادقين.

قال: في القرآن علم كل شيئ , وعلم القرآن في الأحرف التي في أوائل السور , وعلم الأحرف في لام الألف , وعلم لام الألف في الألف , وعلم الألف في النقطة , وعلم النقطة في المعرفة الأصلية في الأزل , وعلم الأزل في المشيئة , وعلم المشيئة في غيب الهو , وغيب الهو (ليس كمثله شيئ).

41ـ (وقال فيها) الألف ألف الأزل , واللام لام الأبد , والميم ما بينهما , والصاد صاد اتصال من اتصال به , وانفصال من أنفصل عنه , وفي الحقيقة لا اتصال ولا انفصال ,وهذه الألفاظ تجري على حسب العبارات ,ومعادن الحق مصونة عن الألفاظ والعبارات.

42ـ الأعراف 23:( ربنا ظلمنا أنفسنا).

الظلم هو الاشتغال بغيره عنه.

43ـ الأعراف 29: (كما بدأكم تعودون).

لا تغتروا بما يجري من الأعمال , لأن الأعمال قد توافق الخلقة وتخالفها.

44ـ الأعراف 99: (افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون).

لا يأمن المكر إلا من هو غريق في المكر ,فلا يرى المكر به مكراً , وأما أهل النقطة فإنهم يخافون المكر في جميع الأحوال ,إن السوابق جارية والعواقب حقيقة.

45ـ (وقال أيضاً): من لايرى الكل تلبيساً كان المكر منه قريباً.

46ـ الأعراف 143: (لما جاء موسى لميقاتنا...).

في قوله تعالى (لما جاء موسى لميقاتنا) وكلمة ربه ,قال: لما أتى إليه الحق ,أزال عنه التوقف والترتيب ,وجاء إلى الله لله على ما دعاه إليه ,وأورد له ,وأخذه عليه ,وأوجده منه ,وأظهره عليه ببذل المجهود والطاقات , وركوب الصعب والمشقات , فلما لم يبق عليه باقية بها يمتنع اقيم مقام المواجهة والمخاطبة , بالمراجعة والمطالبة , أما قوله قبل هذا الحال طالباً منه ما طولع بحال الربوبية , وكوشف لمقام الألوهية , متسائلاً حل عقدة من لسانه , ليكون إذا كان ذلك مالكاً لنطقه وبيانه , وقال لما سأل مليكه شرح صدره , ليتسع لمقام المواجهة والمخاطبة , ثم نظر إلى أليق الأحوال به ,فإذا هو تيسير أمره , فسأل ذلك على التمام ليترقى به حاله إلى أرفع المقام ,وهو المجيئ إلى الله بالله , لما علم أن من وصل إليه لم يعترض عليه عارضه بحال , فلما تمت له هذه الأحوال صلح للمجيء إلى الله وحده , ولا شريك له ولا نظير , وكان ممن وفى المواقيت حقها ,غابت عنه الأحوال ,فلم يرها وذهبت عيناه وحضوره ,وما عداها إلا ما كان للحق منه ومعه ,حتى تحقق بقوله (قد أوتيت سؤالك يا موسى , ولقد مننا عليك مرة أخرى) فهذا حال المجيئ , وهذا معنى قوله :( ولما جاء موسى لميقاتنا).

47ـ الأعراف 143: (لن تراني) لو تركه على ذلك , لتقطع شوقاً , ولكنه تعالى سكنه بقوله (ولكن).

48ـ الأعراف 158: (واتبعوه لعلكم تهتدون) إن الحق أورد ـ تكليفه على ضربين ـ تكليف عن وسائط , وتكليف بحقائق , فتكليف الحقيقة بدت معارفه منه , وعادت إليه , وتكليف الوسائط بدت معارفه عمن دونه , فلم يصل إليه , فتناهى من معارفهم إلى نهايات معرفة أهل الوسائط , ولم تتناه معارف من أخذ معارفه عن شهود الحق ,كل ذلك رفقاً من الحق بالخلق لعلمه بأنه لا يوصل إليه إلا بما منه.

49ـ الأعراف 172: (ألست بربكم) الحق أنطق الذرة بالإيمان طوعاً وكرهاً , انطقهم ببركة الأخذ , أخذهم عنهم , فأنطقهم لا بهم , بل أخذهم عنهم , ثم أشهدهم حقيقته , فأنطقت عنهم القدرة من غير شركة كانت لهم فيه.

50ـ وقال فيها: لا يعلم أحد من الملائكة والمقربين لماذا أظهر الحق الخلق؟ وكيف الابتداء والانتهاء؟ إذ الألسن ما نطقت والأعين ما أبصرت ,والآذان ما سمعت , كيف أجاب من هو عن الحقائق غائب , وإليه آيب , في قوله :( ألست بربكم) , فهو المخاطب والمجيب.

51ـ (وفي قوله) (قالوا بلى) القائل عنكم سواكم , والمجيب عنكم غيركم , فسقطتم أنتم , وبقي من لايزال كما لم يزل.

52ـ الاعراف 205: (وأذكر ربك في نفسك)

في هذه الآية لا تظهر ذكرك لنفسك , فتطلب به عوضاً , وأشرف الذكر ما لا يشرف عليه إلا الحق ,وما خفي من الأذكار أشرف مما ظهر.

53ـ التوبة 43: (عفا الله عنك لم أذنت لهم) الأنبياء (عم) مبسوطون على مقاديرهم , واختلاف مقاماتهم , وكل ربط مع حظه , واستعمال الأدب بين يدي الحق ,وكل أنب على ترك الاستعمال فمنهم من أنس قبل التأنيب ,ومنهم من أونس بعد التأنيب , على اختلاف مقاماتهم , فأما محمد صلى الله عليه وسلم فإنه أنس قبل التأنيب , إذ لو أونس صلى الله عليه وسلم بعد التأنيب لتفطر لقربه من الحق ,وذلك أن الحق تعالى أمره بقوله تعالى (فأذن لمن شئت منهم) ثم قال مؤنباً له على ذلك: (عفا الله عنك لم أذنت لهم) ,ولو قال : لم أذنت لهم عفا الله عنك , أنبه قبل قوله :(وعفا الله عنك) لذا وهذا غاية القرب ,وقال تعالى حاكياً عن (نوح) ـ عم ـ إنه قال (إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق) مؤنباً له , وآنسه بعد التأنيب (إنه ليس من أهلك) إلى قوله تعالى (إني اعظك أن تكون من الجاهلين) ولو لم يؤنسه بعد التأنيب لتفطر , وهذا مقام (نوح) وليس المفضول بمقصر , إذ كل منهم له رتبة من الحق.

54ـ التوبة : 111 (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم).

نفوس المؤمنين آنية اشتراها الحق ,فلا يملكها سواه.

55ـ وقال فيها : (ومن أوفى بعهده من الله).

عهد الحق في الأزل إلى خواصه باختصاص خاصية خصهم بها من ين تكوينه , فأظهر آثار أنوار ذلك عليهم عند استخراج الذر , فرأي (آدم) ـ عم ـ الأنوار تتلألأ فقال (من هؤلاء) ثم أظهر سمات ذلك حين أوجدهم وهي آثار ذلك العهد الذي عهد إليهم ,فوفى لهم بعهودهم (ومن أوفى بعهده من الله).

56ـ التوبة 128: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم).

من أجلكم نفساً , وأعلاكم همة , جاد بالكونين عوضاً عن الحق ,ما نظر إلى الملكوت , ولا إلى السدرة , و(ما زاغ) بصره عن مشاهدة الحق و(ما طغى) قلبه عن موافقته.

57ـ يونس : 1: (آلر تلك آيات الكتاب الحكيم)

في القرآن علم كل شيئ , وعلم القرآن في الأحرف التي في أوائل السور.

58ـ يونس 32ـ :(فذلكم الله ربكم الحق...) الحق هو المقصود بالعبادات , والمصمود إليه بالطاعات , لا يشهد بغيره ,ولايدرك بسواه.

59ـ وقال فيها أيضاً: الحق هو الذي لايستقبح قبحاً , ولا يستحسن حسناً , كيف يعود عليه ما منه بداً , أو يؤثر عليه ما هو أنشأ؟

60ـ يونس 35: (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق ,قل الله يهدي للحق ,أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع).

سئل الحسين: من هذا الحق الذي تشيرون إليه , فقال: معلّ الأتام ولا يعتل.

61ـ يونس 35: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع...)

الحق من الحق ,ومن أجل الحق ,وهو قائم ,الحق مع الحق ,وليس وراء ذلك إلا رؤية الحق ,قال الله تعالى (أفمن يهدي).

62ـ يونس 42: (ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون) من يستمع إليك بإياه , فإنك لا تسمعه ,إنما يستمع من اسمعناه في الأزل فيسمع منك ,وأما من لم تسمعه فما للأصم والسماع , فإن سمع لم يعقل فكأنه لم يسمع قال الله تعالى أن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا إلا من أجرينا عليه حكم السعادة في الأزل.

63ـ يونس 82: (ويحق الله الحق بكلماته) حقق الحق بكلماته بإظهار ما أوجد تحت (كن).

64ـ هود 1: (آلر كتاب أحكمت آياته).

أحكمت بالأمر والنهي ,و(فصلت) بالوعد والوعيد , و(حكيم) في ما أنزل (خبير) بمن يقوم بأمره ,ويعرض عنه.

65ـ هود 3: (يمتعكم متاعاً حسناً).

(متاعاً حسناً) الرضا بالميسور , والصبر على كريه المقدور.

66ـ هود 45: (ونادى نوح ربه فقال رب أن ابني من أهلي).

67ـ هود 46: (قال يانوح إنه ليس من أهلك) لم يؤذن لأحد في الانبساط على بساط الحق بحال , لأن بساط الحق عزيز ,حواشيه قهر وجبروت , فمن انبسط عليه رد عليه , كنوح ـ عم ـ لما قال (إن ابني من أهلي) , قيل له :(إنه ليس من أهلك).

68ـ يوسف 6: (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيئ).

69ـ يوسف : 76 (نرفع درجات من نشاء) فضيلة أرباب الحقائق اسقاط العظمتين ومحو الملكوت في الحالين , وابطال الخيرين , ونفي الشركة في الوقتين : الأزل والأبد , المنفرد بالحق ينفي ما سواه , ورؤية الحق والسماع منه , وذلك قوله تعالى :( ترفع درجات...).

70ـ يوسف : 18 , 83:( فصبر جميل) الصبر الجميل , أي السكون مع موارد القضاء سراً , وعلناً.

71ـ (وقال فيها): 18 , 83: الصبر الجميل أن يلقي العبد عيانه إلى مولاه , ويسلم إليه نفسه مع حقيقة المعرفة ,فإذا جاء حكم من أحكامه من له مسلماً لو ارد الحكم (كذا) ولا يظهر حكمه جزعاً بحاله.

72ـ يوسف 106: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) المقال منوط بالعلل , والأفعال مقرونة بالشرك ,والحق يتباين لجميع ذلك ,قال الله تعالى (وما يؤمن أكثرهم).

73ـ الرعد 8: (وكل شيئ عنده بمقدار).

كل ربط بحده , أو وقت مع وقته , فلا يجوز قدره , ولم يتعد طوره.

74ـ الرعد 28: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم).

من ذكره الحق بخير في أزله , أطمأن إليه في أبده.

75ـ الرعد 42: (فلله المكر جميعاً).

مكر أبين من مكر الحق بعباده حيث أوهمهم أن لهم سبيلاً إليه بحال , أو للحدث اقتران مع القدم في وقت , فالحق بائن , وصفاته بائنة ,إن ذكروا بأنفسهم وإن شكروا فلأنفسهم ,وإن أطاعوه فلنجاة أنفسهم , ليس للحق منهم شيئ بحال , لأنه الغني القهار.

76ـ ابراهيم 12: (وما لنا أن لا نتوكل) وقيل له: ما التوكل عندك؟ قال: الخمود تحت موارد القضاء.

77ـ ابراهيم 34: (وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها) ما لا يحصى ولا يتناهى , ولا يصح لها شكر متناهٍ , وإنما طالبهم بالشكر ,ليقطعهم عن الشكر.

78ـ ابراهيم 38: (ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن).

(ربنا إنك تعلم ما نخفي) من المحبة (وما نعلن) من الوجد.

79ـ الحجر 99: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).

من عبد الله بصدق التوحيد , خرج عن رسوم التقليد , وأبان عن شف التفريد , فصار علمه جهلاً , وعرفانه نكرة , (وقال) : العبودية كلها شريعة والربوبية كلها حقيقة.

80ـ (وقال فيها:) (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أي حتى تستيقن بأنك لاتعبده , ولا يعبده أحد حق العبودية ابتداءً وانتهاءً فاستوجب ما لا بد من مكافأته.

81ـ النحل 2: (أموات غير أحياء وما يشعرون) الحياة على أقسام , فحياة بكلماته ,وحياة بأمره , وحياة بقربه ,وحياة بنظره , وحياة بقدرته ,وحياة هي الموت , وهي الحركات المذمومة , وهو قوله عز وجل (أموات).

82ـ الإسراء 70: (ولقد كرمنا بني آدم) (كرمنا بني آدم) بالكون في القبضة ومكافحة الخطاب.

83ـ الإسراء :74 (ولو لا أن ثبتناك لقد كدت...) خلق الله تعالى الخلق على علم منه إليهم , وهو علم العلم ,وجعل النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق خلقاً , وألزمهم تقى ,فجعله الداعي إليه , والمبين عنه , به يصلون إلى الله ظاهراً وباطناً , عاجلاً وآجلاً , فثبت الملك بالعلم وثبت العلم بالنبي صلى الله عليه وسلم وثبت النبي صلى الله عليه وسلم به عز وجل فقال الله تعالى :(ولولا أن ثبتناك).

84ـ الإسراء 110: (قل أدعوا الله أو أدعوا الرحمن...) ما دعا الله تعالى أحد قط إلا إيماناً ,فأما دعوة حقيقة فلا.

85ـ الكهف 9: (أم حسبت أن أصحاب الكهف...) أصحاب الكهف والرقيم في ظل المعرفة الأصلية لا يزايلهم حال ,لذلك خفي على الخلق آثارهم.

86ـ الكهف 18: (لو اطلعت عليهم لوليت منهم...) أنفة مما هم فيه من إظهار الأحوال عليهم , وقهر الأحوال لهم مع ما شاهدته من عظيم المحل في القرب والمشاهدة , فلم يؤثر عليك لجلالة محلك.

87ـ الكهف 50: (وهم لكم عدو) خاطبك الحق تعالى أحسن خطاب، ودعا إلى نفسه بألطف دعاء، بقوله: (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني).

88 - الكهف65(وعلمناه من لدنا علما..) العلم اللدني إلا ما أخلد الحق الأسرار، فلم يملكها انصراف.

89 - الكهف 82،81،78: (فأردتُ)، (فأردنا)، (فأراد ربك) إن مقام الأول استيلاء الحق وإلهامه، والمقام الثاني مكالمته مع العبد، والمقام الثالث رجوع إلى باطن الغلبة في الظاهر، فصار به باطن الباطن ظاهر الظاهر، وغيب الغيب عيان العيان، وعيان العيان غيب الغيب، كما أن القرب من الشيء بالتقوس هو البعد، والقرب منها بها هو القرب.

90 - الكهف 107: (إن الذين آمنوا وعملوا..) من نظر إلى العمل، حُجب عمن عُمل له، ومن نظر إلى من عُمل له، حجب عن رؤية العمل.

91 - الكهف 91: (قل لو كان البحر مداداً) مقياس العدم في الوجود في معنى موجوده، فأما خاص الخالق في كلامه، فلو كان أبد الأبد أقلاماً ومداداً وبياضاً مايُقال معاني كلمة من كلامه، ومالايوصف أكثر مما قد أشير إليه، وإنما يُذكر للناس وما يفيدهم من معاني العبودية من علم وثواب وعقاب، ووعد ووعيد على حسب ما تحتمله عقولهم، فأما الكمال من فائدة الكلام فللأنبياء والأصفياء، والأولياء.

92 - مريم12: (وآتيناه الحكم صبياً) كانت روح (يحيى) – عم – معجونة بأرواح المشاهدة، ونفسه معجونة بآداب العبودية والمجاهدة، لذلك قال الله تعالى:(وآتيناه..).

93 - مريم 54: (وأذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد..) الصادق هو المتكلف في حالة يجري بين استقامته وزلةٍ، والصديق هو المستقيم في جميع أحواله.

94 - مريم 56: (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً...) الصديق الذي لاتجري عليه كُلفة في شواهده بمشاهدة الحق، فتولاه الحق، فلايرى شيئاً إلا من الحق.

95 - مريم72: (ننجي الذين اتقوا) مانجا من نجا إلا بالاصطفاية الأزلية، والعناية الأبدية والرسم والوسم والاسم عوارضات زائلة، وامتحانات عاطلة.

96 - طه 17: (وما تلك بيمينك ياموسى) أثبته بالصفة فقال له، أعد إليه النظر، فأعاد النظر حتى تيقن أنه عصا فقال: (عصاي) فلما أجاب بالحقيقة أنه عصا، أقلب عينها ماحالها عن حالها، فأعجزه ذلك فقيل إعجازها للأمة.

97 - طه18: (قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى) عدّ (موسى) – عم – منافع العصا على ربه تعالى، وسكونه إليها، وإشفاعه بها، فقال تعالى له: (ألقها يا موسى) أي ألق من نفسك السكون إلى منافعها، وقلبها حية ليزول الأنس بها، فأوجس منها خيفة، فقال حين قطعه عنها بالفرار عنها: (خذها ولاتخف) وراجع إلينا.

98 - طه 25: (رب اشرح لي صدري) لما أتى إليه الحق أزال عنه التوقف، وجاء إلى الله بالله، ولم يبق عليه باقية بها يمتنع، أقيم مقام المواجهة والمخاطبة، أطلق مصطغة لسانه، ونظر إلى أليق الأحوال به، فسأل مليكه شرح صدره، ليتسع لمقام المواجهة والمخاطبة، ثم نظر إلى أليق الأحوال به، فإذا هو تيسير أمره، فسأل ذلك على التمام، لتترقى به حاله إلى أرفع مقام، وهو المجيء إلى الله تعالى بالله، لعلمه بأن من وصل إليه لا يعترض عليه عارضة بخال، ثم نظر إلى أليق الأحوال به، فسأل حل العقدة من لسانه، ليكون إذ ذاك مالكاً لنُطقه وبيانه، فلما تمت له هذه الأحوال صلح للمجيء إلى الله تعالى، وكان ممن وفى المواقيت حقها، غابت عنه الأحوال، فلم يرها، وذهبت عينه وظهوره، وماعداها إلا ماكان للحق منه ومعه، حتى تحقق بقوله تعالى: (قد أوتيت سؤلك يا موسى).

99 – طه 106: (فيذرها قاعاً صفصفاً) هو الذي يطمس الرسوم، ويعمي الفهم، ويُميت الذهن، ويترك الجسم: (قاعاً صفصفاً) حتى يعجز الكل عن معرفته، وبلوغ نفاد قدرته، ثم يظهر من طوالع ربوبيته على أسرار أهل معرفته، فيعرفونه به.

100 - الأنبياء 27: (خُلق الانسان من عجَل) زجرهم عما جبلهم عليه.

101 - الأنبياء 42: (من يكلؤكم بالليل والنهار) (يكلؤكم) أي من يأخذكم عن تصاريف القدرة، ومن يحجبكم عن سوابق القضاء.

102 - الأنبياء 83: (إني مسني الضرّ) تجلى الحق تعالى لسره – عم – فكشف عنه لأنوار كرامته، فلم يجد للبلاء ألماً، فقال: (مسني الضر) لفقدان ثواب البلاء والضر، إذ صار البلاء لي وطناً، وعلي نعمة.

103 - الأنبياء 110: (إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون) كيف يخفى على الحق من الخلق خافية، وهو الذي أودع الهياكل وأوصافها من الخير والشر، والنفع والضر، فما يكتمونه أظهر عنده مما يبدونه، ومايبدونه مثل ما يكتمونه، جل الحق من أن تخفى عليه خافية من عباده بحال والله أعلم.

104 - الحج 2: (سكارى وماهم بسكارى) (سكارى): أسكرهم رؤية الجلال، ومشاهدة الجمال.

105 - المؤمنون 12: (ولقد خلقنا الانسان من سُلالة من طين) الخلق متفاوتون في درجاتهم ومنازلهم، ومقامات خُلقهم وصفاتهم، وقد أكرم الله تعالى بني (آدم) بصورة الملك والملكوت، وروح النور، ونور المعرفة والعلم، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً.

106 – (وقال فيها: ) خلق بني (آدم) بين الأمر والثواب، وبين الظلمة والنور، فعدل خلقهم، وزاد المؤمنين بإيمانهم نوراً مبيناً وهدى وعلماً، وفضلهم على سائر العالمين، كما نقلهم في بدء خلقهم من حال إلى حال، وأظهر فيهم الفطرة والآيات، وتكامل فيهم الصنع والحكمة والتفاوت، وتظاهر عليهم الروح والنور والسبحات مذ كانوا: تراباً، ونطفة، وعلقة، ومضغة) ثم جعلهم خلقاً سوياً، إلى أن كملت فيهم المعرفة الأصلية، قال الله تعالى: (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين) إلى قوله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين).

107 - وقال فيها: خلق الله تعالى الخلق فاعتدلهم على أربعة أصول: الربع الأعلى: الإلهية، والربع الثاني: الربوبية، الربع الثالث: النورية، بين فيها: التدبير، والمشيئة، والعلم، والمعرفة، والفهم، والعظمة، والفراسة، والإدراك، والتمييز، ولغات الكلام، والربع الرابع: الحركة والسكون، كذلك خلقه وسواه.

108 - المؤمنون 14: (ثم أنشأناه خلقاً آخر) فطر الأشياء بقدرته، ودبرها بلطيف صنعه، فأبدأ (آدم) – عم – كما شاء لما شاء، وأخرج منه ذرية على النعت الذي وصف من مضغة وعلقة، وبدائع خلقه، أوجب لنفسه عند خلقته اسمه(الخالق) وعند صنعه(الصانع)، ولم يحدثوا له اسماً، بل كان موصوفاً بالقدرة على إبداء الخلق، فما أبدأهم، أظهر اسمه(الخالق) للخلق، وأبرزه لهم، وكان هذا الاسم مكنوناً لديه يدعوه به في أزله، سمى بذلك نفسه، ودعا نفسه به، فالجن جميعاً عن إدراك وصف قدرته عاجزون، وكل ماوصف الله تعالى به نفسه فهو له، وهو أعز وأعلى وأجل، أظهر للخلق من نعوته ما يطيقونه، ويليق بهم: (فتبارك الله أحسن الخالقين).

109 - المؤمنون 15: (ثم إنكم بعد ذلك لميتون)

ملك الموت موكل بأرواح بني(آدم) وملك الفناء موكل بأرواح البهائم، وموت العلماء هو بقاؤهم، إلا أنه استتار عن الأبصار، وموت المطيعين المعصية إذا عرف من عصى.

110 - المؤمنون 91: (مااتخذ الله من ولد) الصمدية ممتنعة من قبول مالايليق بها، لأن الصمدية تنافي أضدادها على الأبد، وهي ممتنعة عن درك معانيها، فكيف تبقى مع أضدادها ومالايليق بها؟

111 - النور15: (ماليس لكم به علم)

إلهي أنزهك عما يقول فيك أولياؤك أعداؤك جميعاً.

112 – النور: 26(الخبيثات)

الخبيث الناظر إلى الخبائث بعين الطهارة.

113 - النور: 31(ولايُبدين زينتهن إلا ماظهر منها) زينة الدنيا ومافيها بالنسيان والغفلة، والتأويل، والشهوة، والنفس، والعدو، وأشباه ذلك، فهي زينة الدنيا، فلايبدين، ولايخفين شيئاً من هذه الأحوال إلا ما ظهر منها على الغفلة.

114 - النور: 35(كأنها كوكب دُري يوقد من شجر مباركة) في قوله: (الله نور السموات والأرض) منور قلوبكم حتى عرفتم ووجدتم، وختم بقوله تعالى: (يهدي الله لنوره من يشاء) فكان أول ابتدائه(الله نور السموات والأرض) أي أنا مبتدىء النعم ومُتمها، والآخر خاتمته، فالأول فضل، والآخر مشيئة، فهو المجتبي لأوليائه، والهادي لأصفيائه.

115 - (وقال فيها ):

وهو نور النور، يهدي الله من يشاء بنوره إلى قدرته وبقدرته إلى غيبه، وبغيبه إلى قدمه، وبقدمه إلى أزله وأبده، وبأزله وأبده إلى وحدانيته: (لا إله إلا هو) المشهود شأنه وقدرته تعالى وتقدس، يزيد من يشاء علماً بتوحيده وتنزيهه، وإجلال مقامه، ووحدانيته، وتعظيم ربوبيته.







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفضول - ( عبد الله عبد الوهاب نعمان ) - ليتني ماعرفته...!!

التصوير الفني في القرآن ...ل.سيد قطب ...الناقد الفذ 1ـــ3

حديث الــــــــــروح ....للمفكر الاسلامي الباكستاني /محمـــــــد إقبالْ 1ـــ3