الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــلاّج..... 3ـ 3
[إذا أقول (هو) لا يقولون بالتوحيد].
[إذا أقول: أصبح صحيحاً توحيد الحق يقولون صحيح].
[إذا أقول: بلا أرض، يقولون: إن معنى التوحيد، تشبيه، والتشبيه، ليس بمناسب لاوصاف الحق، ولا ينسون التوحيد، ولا إلى الخلق، لأنه تجاوز عن الحد، إن تزد في التوحيد، ولا إلى الخلق، لأنه تجاوز عن الحد، إن تزد في التوحيد فهو حادث والحادث ليس بصفة للحق، الذات واحد الحق، والباطل عن عين الذات].
[إذا أقول: التوحيد كلام، فالكلام صفة الذات].
[إذا أقول: حواس يكون واحداً، الإرادة، صفة الذات ومراد المخلوق].
[وإذا أقول: يكون الله توحيد الذات، ويكون توحيد الذات].
[إذا أقول: ليس بالذات فأكون قد سميته مخلوقاً].
[إذا أقول: الاسم والمسمى واحد، فماذا يكون معنى التوحيد].
[إذا أقول: الله الله الله، يكون عين العين، و(هوهو)].
[هذا مكان الطاء والسين ففي العلل، وهذه الدوائر مع هذه اللام صورة الألفاظ].
[الأولي أزلي، والثاني مفهومات، والثالث جهة، والرابع معلومات].
[ لا يكون الذات من دون صفات].
[الأول يجيء ، ومن قبيل (العلم) ولا يرى الثاني يجيء، ومن قبيل (الصفاء) ولا يرى، وليس بذا (ذات) وليس بالشين (شيء) وليس بالقاف (قال) وليس بالميم ما هيته].
[العزة لله الذي تقدس يقدمه عن سبل أهل المعارف، وإدراك أهل الكواشف].
[هذه مكان الطاء والسين، والنفي، والإثبات وهذه صورتها].
[النقش الأول فكر عام، والثاني فكر خاص، ودائرة علم الحق مدار الوسط، لهؤلاء اللامات والألفات التي توجد بدائرة المحيط منزهة عن جميع الجهات، هذان الحاءان حاملان، لجوانب الأجانب، يبغيان توحيد ما وراء هذه الحوادث].
[أفكار العوام تغوص في بحر الاوهام، وأفكار الخواص تغوص في بحر الأفهام، هذان البحران ينشقان، والطريق مقدسة، وهذان الفكران ينقطعان وهاتان النتيجتان تضمحلان، وهذان الكونان يفنيان، والحجج تروح، ويتلاشى العرفان].
[الله الرحمن هو (.....) المنزه عن الحدث، هو سبحانه منزه عن كل العلل والنقائص، قوي البرهان، عزيز السلطان، ذو الجلال والمجد والكبرياء، واحد لا من حيث العدد، واحد لا كواحد، ليس له حد، ولا عد ولا ابتداء، ولا انتهاء، مبدع الكون منزه عن الكون – لا يعرفه إلا هو ذو الجلال والإكرام – والأرواح والأجسام].
77 – بسم الله الرحمن الرحيم
المتخلي عن كل شيء لمن يشاء السلام عليك ياولدي, ستر الله عنك ظاهرة الشريعة, وكشف لك حقيقة الكفر, فإن ظاهر الشريعة كفر خفي, وحقيقة الكفرة معرفة جلية, أما بعد: حمداً لله الذي يتجلى على رأس إبرة لمن يشاء, ويستتر في السماوات والأرضين عمن يشاء, حتى يشهد هذا بأن لاهو, ويشهد ذلك بأن لاغيره, فلا الشاهد على نفيه مردود, ولا الشاهد بإثباته محمود, والمقصود من هذا الكتاب أني أوصيك أن لاتغتر بالله, ولا تيأس منه, ولا ترغب في محبته, ولاترض أن تكون غير محب, ولاتقل بإثباته, ولاتمل إلى نفيه, وإياك والتوحيد, والسلام.
78 – أطال الله لي في حياتك, وأعدمني وفاتك على أحسن ما جرى به قدر, ونطق به خبر, ومع مالك في قلبي من لواعج أسرار محبتك, وأفانين ذخائر مودتك, مالا يترجمه كتاب, ولايحصيه حساب, ولا يفنيه عتاب.
79 – أما بعد فإني لا أدري ما أقول, إن ذكرت بركم لم أنته إلى كنهه, وإن ذكرت جفاءكم لم أبلغ ما أقول, بدت لنا باديات قربكم فأحرقتنا وأذهلتنا عن وجود حبكم, ثم عطف وألف ما ضيع وأتلف, ومنع وجود طعم التلف, وكأني وقد تخرقت الأنوار, وتهتكت الأستار, وظهر ما بطن, وبطن ما ظهر, وليس لي من خبر, ومن لم يزل, كما لم يزل.
80 – أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الخارج من حدود الأوهام, وتصاوير الظنون, وتخييل الفكر, وتحديد الضمير, الذي: (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)(11), واعلم أن المرء قائم على بساط الشريعة مالم يصل على مواقف التوحيد, فإذا وصل إليها سقطت من عينه الشريعة, واشتغل باللوائح الطالعة من معدن الصدق, فإذا ترادفت عليه اللوائح, وتتابعت عليه الطوالع, صار التوحيد عنده زندقة, والشريعة عنده هوساً, فبقي بلا عين ولا أثر, إن استعمل الشريعة استعملها رسماً, وإن نطق بالتوحيد نطق به غلبة وقهراً.
الرؤية
81 - (طمع موسى في الرؤية وسألها) لأنه انفرد للحق, وانفرد الحق به في جميع معانيه, وصار الحق مواجهة في كل منظور إليه, ومقابله دون كل محضور لديه, على الكشف الظاهر عليه لا على الغيب, فذلك الذي حمله على سؤال الرؤية لاغير.
82 – قال (موسى) (رب أرني), فجوزي بالصعقة, فالمطالبة بما لا يليق محال السامع نطقاً أو وهماً توجب صعقته سلباً لعقله, وإذهالاً لكله عن كله, ليعلم أنه دون ما سواه نحوه.
83 – إن للمؤمنين في القيامة رؤية لله تعالى قبل أن يمروا على الصراط , ليكونوا مغلوبين في مشاهدة الحق إذا دخلوا جنهم ومروا عليها لم يكن لهم ضر من ألم الافتراق.
84 – لو كانت رؤيتك بالله لرأيت كل شيء مكانه, فإن الله تعالى يرى كل شيء.
الزهد
85 – لست أعلم أنه بقي لي أجل ولا رزق, فأتحرك فيه لم يجب عليه الحركة, إذ لم يكن له أمل في النفَس الثاني.
86 – لئن يبيت الفقير في عقارب تلدغة, خير له من أن يبيت ومعه معلوم.
السماع
87 - السماع ظاهره فتنة, وباطنه عبرة, فمن عرف الإشارة حل له استماع العبرة, وإلا فقد استدعى الفتنة, وتعرض البلية, وأعطى زمامه الداعي اللذة, فكان ممن قتل نفسه بيده.
الشطح
88 – لولا أن الله تعالى قال (لأملان جهنه من الجنة والناس أجمعين) لكنت أبصق في النار حتى تصير ريحاناً على أهلها.
89 – يمكنني أن أتكلم بمثل هذا القرآن.
الشكر
90 – الشكر هو الغيبة عن الشكر برؤية المنعم.
91 – والله ما فرقت بين نعمة وبلوى ساعة قط.
93 – التوبة مما لاتعلم تبعثك على التوبة مما تعلم, والشكر على ما لاتعلم يبعثك على الشكر على ما تعلم, لأنه حرام على العبد الحركة والسكون إلا بأمر يؤديه إلى أمر الله.
93 – صن قلبك عن فكره, ولسانك عن ذكره, واستعملهما بإدامة شكره, فإن الفكرة في ذاته, والخطرة في صفاته, والنطق في إثباته من الذنب العظيم, والتكبر الكبير.
طريق الحقيقة
94 – الطريق إلى الله بين اثنين, وليس مع الله أحد.
95 – من لاحظ الأزلية والأبدية وغمض عينيه عما بينهما فقد أثبت التوحيد, ومن غمض عينيه عن الأزلية والأبدية ولاحظ ما بينهما فقد أتى بالعبادة, ومن أعرض عن البين والطرفين فقد تمسك بعروة الحقيقة.
96 – من التمس الحق بنور الإيمان, كان كمن طلب الشمس بنور الكواكب.
97 – الاحتراز من حربه جنون, الاغترار بصلحه حماقة, النطق في صفاته هوس, السكوت عن إثباته خرس, طلب القرب من جسارة, والرضا ببعده من دناءة الهمة.
98 – من أراد أن يصل إلى المقصود فلينبذ الدنيا وراء ظهره.
99 – (خطوتين وقد وصلت) اضرب بالدنيا وجه عشاقها, وسلم الآخرة لأربابها.
100 – من طلب التوحيد في غير لام ألف فقد تعرض للخوضان في الكفر, ومن تعرف (هو) الهوية في غير خط الاستواء فقد جاس خلال الحيرة المذمومة التي لا استراحة بعدها.
101 – الخلق يشهدون بكفري, ويسعون إلى قتلي, وهم بذلك معذورون, وبكل ما يفعلون بي مأجورون.
الظاهر والباطن
102 – أما باطن الحق فظاهره الشريعة, ومن يحقق في ظاهر الشريعة ينكشف له باطنها, وباطنها المعرفة بالله, وأما باطن الباطل, فباطنه أقبح من ظاهره, وظاهره أشنع من باطنه, فلا تستغل به , يا بني أذكر لك شيئاً من تحقيقي في ظاهر الشريعة, ما تمذهبت بمذهب أحد من الائمة جملة, وإنما أخذت من كل مذهب إصبعه وأشده, وأنا الآن على ذلك, وما صليت صلاة فرض قط إلا وقد اغتسلت أولاً, ثم توضأت لها, وها أنا ابن سبعين سنة, وفي خمسين سنة صليت صلاة ألفي سنة كل صلاة قضاء لما قبلها.
العارف والصوفي
103 – علامة العارف أن يكون فارغاً من الدنيا والآخرة.
104 – للعارف نظرتان: نظرة إلى نفسه, ونظره إلى ربه, إذا نظر إلى نفسه افتقر, وإذا نظر إلى ربه افتخر.
105 - حرام على قلب العارف أن يحب سوى مولاه.
106 – مرقاة العارف نفسه عينه, باب الوصال ذاته.
107 – ما رجع من رجع إلا عن الطريق, فأما الواصلون فإنهم لا يرجعون.
108 – إذا انحل القفل عن القلب صار ربانيا, فأشرف على الغيوب.
109 – إن الله خلق القلوب وجعل داخلها سره, وخلق الأنفاس وجعل مجراها من داخل القلب, بين سر وقلب, ووضع معرفته في القلب, وتوحيده في السر, وما من نفَس يخرج إلا بإشارة التوحيد على دلالة المعرفة في بساط الاضطراب إلى عالم الربوبية, وكل نفَس خلا عن هذا خالف ذا فهو ميت وصاحبه مسؤول عنه.
110 – لا يعرفه إلا من تعرف إليه, ولا يوحده إلا من توحد له, ولايؤمن به إلا من لطف له, ول ايصفه إلا من تجلى لسره, ولا يخلص له إلا من جذبه إليه, ولايصلح له إلا من اصطنعه لنفسه.
111 – دعوة العلم جهل, توالي الخدمة سقوط الحرمة, الاحتراز من حربه جنون , الاغترار بصلحه حماقة, النطق في صفاته هوس, السكوت عن إثباته خرس, طلب الطرب منه جسارة, والرضى ببعده من دناءة الهمة.
112 – الفقير هو المحروم من الإرفاق, والمحروم من السؤال, لقوله عليه السلام: (لو أقسم على الله لأبره) (15), فدل أنه لا يقسم, أي لوقوع أقسامه.
113 – كل قلب تخلى عن غير الله يرى في الغيب مكنونه, وفي السر مضمونه.
114 – (ما الذي منع الأغنياء عن العود بفضول ماعندهم على هذه الطائفة؟) ثلاثة أشياء: أحدها أن الذي في أيديهم غير طيب, وهؤلاء خالصة الله, وما اصطنع إلى أهل الله فمقبول, ولايقبل الله إلا الطيب, والثانية: أنهم مستحقون فيحرم الآخرون بتركه العود عليهم والثواب فيهم, والثالثة: أنهم مرادون بالبلاء, فيمنعهم الحق عن العود عليهم وليتم مراده فيهم.
115 - من لايرى الكل تلبيساً كان المكر منه قريباً.
116 – الصوفي وحدان الذات, الذي لايقبله أحد, ولايقبل أحداً.
117 – من أشار إليه فهو متصوف, ومن أشار عنه فهو صوفي.
118 – الصوفي هو المشير عن الله تعالى, فإن الخلق أشاروا إلى الله تعالى.
119 - من تكلم بالدقائق ولم يتبعها بالحقائق, ولم يترك العلائق والعوائق, فهو قريب من الشيطان يلقنه الحكمة لافتتان الخليقة.
120 – (الفقير الصادق) الذي لايختار بصحة الرضا مايرد عليه من الأسباب.
121 – قال الصديق: من يكون مع الله تعالى في حكم ما أوجب, ولايكون على يسيره أثر من الأكوان, ويكون وحداني الذات لم يشهد الحق غيره, فهو أعمى عن الكون, ويكون له مع الحق نسب يحمل به الواردات, لايذكر برؤية الكون غير الحق, ولاينبه له بالنظر إليه غيره عليه.
العبارة
122 – من لم يقف على إشارتنا, لم ترشده عباراتنا.
123 – مثل العبارة مثل القيء, كما أن ما هو غذاء يوافق الطبع فيضر مع الطبع, وماهو منه ما يوافقه يصير العبارة, وكما أن الغذاء لو صحت الطبيعة لخربت الطبيعة وهلكت , فكذا كمال المشاهدة لو صحت بالسر, فيصير الكل عبارة, لخرب السر وهلك.
العبودية
124 - من أراد الحرية فليصل العبودية.
125 – إذا استوفى العبد مقامات العبودية كلها, يصير حراً من تعب العبودية, فيترسم بالعبودية بلاعناء ولا كلفة, وذلك مقام الأنبياء والصديقين.
126 – إن قول الملائكة ما عبدناك حق عبادتك , رؤية العبادة مع التقصير فيها, وهذا مقام الملائكة, وأما العارفون من الإنس فلا يعتذرون من التقصير, لأن الاعتذار منه إنما يكون إن لو كان هناك فعل, والعارف لايرى من نفسه فعلاً حتى يعتذر من التقصير.
127 – الحق تعالى أوجد الهياكل على رسم العلل, منوطة بالآفات فانية في الحقيقة, وإنما الأرواح فيها إلى أجل معدود, وقهرها بالموت, وربطها في وقت إتمامها بالعجز, وصفاته تعالى بائنة عن هذه الأوصاف من كل الوجوه, فكيف يجوز أن يظهر الحق فيما أوجده بهذا النقص والعلة, كلا وحاشا, وثبت أن الحق سبحانه وتعالى ألزم في كتابه وصف العبودية للخلق أجمع فقال( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وقال (إن كل مافي السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً) فكيف يجوز أن يحل فيما ألزمه وصف النقص, وهو العبودية فيكون مستعبداً معبوداً.
العلم
128 – علومي تجل عن النظر, ويدق مفهومي عن البشر, وأنا أنا, ولا نعت ولا وصف, إنما نعوتي الناسوتية محو أوصافي الروحانية, فحكمي أن أكون عند نفسي عند الكتم ويكون حجابي عند الكشف, فإذا دنا وقت الكشف امتحى نعوت الوصف, أنا منزه عن نفسي, إذ لست نفسي, أنا تجاوز لا تجانس, وظهور لا حلول (..), للهياكل الجثمانية لايتعود الأزلي, غاب عن الإحساس خارج عن القياس, يعرفه الجنة والناس, لا معرفة به حقيقة وصفه, لكن على قدر طاقتها من معارفها (قد علم كل أناس مشربهم) هذا يشرب مزجاً, وهذا يشرب صرفاً, وهذا يدرك شخصاً, وهذا يلحظ أحداً, وهذا يحتجب بوصفه, وهذا يتيه في أودية الطلب, وهذا يغرق في بحار التفكر, وهم الخارجون عن الحقيقة, الكل قصدوا بهم فضلوا, والخاص (كذا) اهتدوا فوصلوا, امتحوا فأثبتهم, وتلاشوا بامتشائه لهم , وتذللوا فذلهم, وتغالوا فأضلهم, ربطهم واشتاقوا إلى شواهدهم, واجتذبهم بأوصافه عن نعوتهم, فالعجب لهم منهم, وصلوا كأنهم منقطعون , وشاهدوا كأنهم غائبون, تبدو لأشكالهم أشكالهم, وتخفى عنهم أحوالهم.
129 – خذ من كلامي ما يبلغ إليك علمك, وما أنكره علمك فاضرب بوجهي, ولا تتعلق به , فتضل عن الطريق.
130 – من تكلم بعلم عن تعليم يجوز الغلط والسهو, وربمايخطئ ويصيب, وهذا من مقامات ظاهر الإيمان, ومن تكلم عن الأنوار المشرقة من الصفات الإلهية خرجت ألفاظه تامة شافية ناطقة بما في الضمائر من حضور عينه, ودنو مابعد, وصرف عنه كل شكل وغفلة.
131 – لا تمنعوا العلم أهله, فتظلموهم, لاوتصفوه عند غيره فتظلموه.
132 – يا أبا القاسم ( إن الله لايرضى من العالم بالعلم حتى يجده في العلم , فإن كنت في العلم فالزم مكانك وإلا فانزل).
133 - هذا علم قد أدبر وتولى, والمقبل على المدبر أدبر من المدبر.
134 – من تكلم عن غير معناه, فقد تحمر في دعواه, قال الله تعالى: (كمثل الحمار) .
الفراسة
135 – (الفراسة) حق نظر عن أحد نظر بإياه, فخبر عن حقيقة ما هو إياه بإياه.
136 – الحق إذا استولى على سر ملَّكه الأسرار, فيعاينها العبد ويخبر عنها.
137 – المتفرِّس هو المصيب بأول مرماه إلى مقصده, ولايعرج على تأويل وظن وحسبان, الذي هو من آثار المنجمين.
الفناء والبقاء
138 – إذا أراد الله أن يوالي عبداً من عباده فتح عليه باب الذكر,ثم فتح عليه باب القرب, ثم أجلسه على كرسي التوحيد, ثم يرفعه عن الحجب, فيرى الفردانية بالمشاهدة, ثم أدخله دار الفردانية, ثم كشف عن الكبرياء والجمال, فاذا وقع بصره على الجمال بقى بلا هو, فحينذ صار العبد فانياً, وبالحق باقياً, فوقع في حفظ سبحانه وبرىء من دعوى نفسه.
139 – البقاء مقام النبيين (عم) ألبسوا السكينة لايمنعهم ما حل عن فرضه ولا عن فضله: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) والباقي هو أن تصير الأشياء كلها واحداً, فتكون كل حركاته في موافقات الحق دون مخالفاته, فيكون فانياً عن المخالفات باقياً في الموافقات.
الكفر والإيمان
140 – الكفر والإيمان يفترقان من حيث الاسم, وأما من حيث الحقيقة فلا فرق بينهما.
141 – الإيمان من الله لايزيد ولا ينقص, ومن الأنبياء يزيد ولا ينقص, ومن غيرهم يزيد وينقص.
142 – من فرق بين الكفر والإيمان فقد كفر, ومن لم يفرق بين الكافر والمؤمن فقد كفر.
143 – ليس على وجه الأرض كفر إلا وتحته إيمان, ولا طاعة إلا وتحتها معصية أعظم منها, ولا إفراد بالعبودية إلا وتحته ترك حرمة, ولادعوى المحبة إلا وتحتها سوء الأدب, لكن الله تعالى عامل عباده على قدر طاقتهم.
المجاهدة
144 – التعبد إتيان ماوظف الحق على شرط الواجب, وشرط الواجب الإتيان به على غير مطالبة عوض, وإن شهدته فضلاً, بل يستوفيك عن رؤية الفضل, والعوض ما لله عليك وهو وجوب حق الله عليك في العمل: لما ذكر أن اجتهاد المريد سبق كشوفه, وكان الغالب من حال القوم ذلك.
المحبة والعشق
145 – (المحبة): هي حالة تستولي على المحب حتى لا يشهد إلا المطلوب.
146 – المحبة لذة, والحق لايلتذ به, لأن مواضع الحقيقة دهش واستيفاء وحيرة.
147 – إذا اكرت (كذا) المحبة للمحب يغلب مشاهدة المحبوب على يسيره, بحيث لايكون له شعور بنفسه ومحبته.
148 – العشق نار نور أول نار, وكالأزل يتلون بكل لون, ويبدو بكل صفة, يلتهب بذاته, وبتشعشع صفاته متحقق, يجوز الأجواز من الأزل في الآباد, ينبوعه من الهوية منعرس عن الآنية, باطن ظاهر, ذاته حقيقة الوجود, وظاهر باطن صفاته الصورة الكاملة بالاستتار المنبئ عن الكلية بالكمال.
149 – ركعتان في العشق لايصح وضوؤهما هما إلا بالدم.
المريد
150 – هو الرامي بأول قصده إلى الله, فلا يعرج حتى يصل.
151 – المريدك الخارج عن أسباب الدارين أثرة بذك على أهلها.
المراقبة
152 – من لاحظ الأعمال حجب عن المعمول له, ومن لاحظ المعمول له حجب عن رؤية الأعمال.
153 – من غمض عن الله طرفة عين لم يهتد الله أبداً.
154 – من راقب الله عزوجل عند خطرات قلبه, عصمه عند حركات جوارحه.
155 – ربما أغفو غفوة, فأنادي: (أتنام عني؟ إن نمت عني لأضربنك بالسياط).
156 – من لاحظ الأعمال حجب عن الجمال, أي في الابتداء.
157 - إنما يوقظ النائم, وقوال الفقراء ليس بنائم.
158 – إن معنى ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إنه ليغان على قلبي, وإني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة), وفي رواية (مائة مرة) هو ان استغفاره من مقام الوقوف مع الطاعة التي هو فيها, فإن كل طاعة كان يفعلها رأى نفسه مقصرة في الخدمة السابقة, كأنه لم يعمل شيئاً, وكان حاله مع الله دائماً على التزايد.
المعرفة
159 - المعرفة: إحضار السر بصنوف الفكر في مراعاة مواجيد الأذكار على حسب توالي إعلام الكشوف
160 - هي عبارة عن رؤية الأشياء, واستهلاك الكل في الأجزاء.
161 - (المعرفة) تسلب لذة المعرفة.
162 - من عرفه ما وصفه, ومن وصفه ماعرفه.
163 - إن الله تعالى عرفنا نفسه بنفسه, ودلنا على معرفة نفسه بنفسه , فقام شاهد المعرفة بالمعرفة بعد تعريف المعرف بها.
164 - لايجوز لم ير غير الله, أو يذكر غير الله أن يقول عرفت الله الأحد الذي ظهرت منه الآحاد.
165 - إذا عرفه إياه أوقف المعرف حيث لايشهد محبة ولاخوفاً ولارجاءً ولافقراً ولاغنى, لأنها دون الغايات, والحق وراء الغايات.
المناجيات
166 - اللهم إنكم التجلي عن كل جهة, المتخلي من كل جهة, بحق قيامك بحقي, وبحق قيامي بحقك, وقيامي بحقك يخالف قيامك بحقي, فإن قيامي بحقك ناسوتية, وقيامك بحقي لاهوتية, وكما أن ناسوتيتي مستهلكة في لاهوتيتك غير ممازجة إياها, فلاهوتيتك مستولية على ناسوتيتي غير مماسة لها, وبحق قدمك على حدثي, وحق حدثي تحت ملابس قدمك, ان ترزقني شكر هذه النعمة التي أنعمت بها علي, حيث غيبت أغياري كما كشفت لي من مطالع وجهك, وحرمت على غيري ما أبحت لي من النظر في مكنونات سرك, وهؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصباً لدينك. وتقرباً إليك فاغفر لهم، فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترت عني ما سترت عنهم، لما ابتليت بما ابتليت، فلك الحمد فيما تفعل ولك الحمد فيما تريد.
167 – اللهم أنت الواحد الذي لا يتم به عدد ناقص، والاحد الذي لا تدركه فطنة غائص، وأنت (في السماء إله وفي الأرض إله) أسالك بنور وجهك الذي أضاءت به قلوب العارفين، وأظلمت منه أرواح المتمردين وأسألك بقدسك الذي تخصصت به عن غيرك، وتفردت به عمن سواك، أن لا تسرحني في ميادين الحيرة، وتنجيني عن غمرات التفكر، وتوحشني عن العالم، وتؤنسني بمناجاتك يا أرحم الراحمين، يا من استهلك المحبون فيه، واغتر الظالمون بأياديه، لا يبلغ كنه ذاتك أوهام العباد، ولا يصل إلى غاية معرفتك أهل البلاد، فلا فرق بيني وبينك إلا الإلهية والربوبية.
168 - اللهم أنت المأمول بكل خير، والمسئول عن كل مهم، المرجو منك قضاء كل حاجة، والمطلوب من فضلك الواسع كل عفو ورحمة، وأنت تعلم ولا تُعلم، وترى ولا تُرى، وتخبر عن كوامن أسرار ضمائر خلقك، وأنت على كل شيء قدير، وأنا بما وجدت من روائح، نسيم حبك، وعواطر قربك، أستحقر الراسيات، وأستخف الأرضين والسماوات، وبحقك لو بعت مني الجنة بلمحة من وقتي، أو بطرفة من آحر أنفاسي، لما اشتريتها، ولو عرضت علي النار بما فيها من ألوان عذابك لا ستهونتها في مقابلة ما أنا فيه من حال استتارك مني، فاعف عن الخلق ولا تعف عني، وأرحمهم ولا ترحمني فلا اخاصمك لنفسي، ولا أسالك بحقي فافعل بي ما تريد.
169 - نحن بشواهدك نلوذ، وبسنا عزتك نستضيء لتبدي، ما شئت من شأنك، وأنت الذي في الماء عرشك، وأنت (الذي في السماء إله وفي الأرض إله) تتجلى كما تشاء مثل تجليك في مشيئتك كأحسن صورة، والصورة فيها الروح الناطقة بالعلم والبيان والقدرة والبرهان ثم أوعزت إلى شاهدك الآني في ذاتك الهوي، كيف أنت إذا مثلت بذاتي عند عقيب كراتي، ودعوت إلى ذاتي بذاتي، وأبديت حقائق علومي ومعجزاتي، صاعداً في معارجي إلى عروش أزلياتي، عند القول من برياتي أن أخذت وحبست واحضرت وصلبت وقتلت واحرقت، واحتملت السافيات الذاريات أجزائي وان لذرة من يُنجوج مظان متجلياتي أعظم من الراسيات.
170 - يا من لازمني في خلدي قرباً، باعدني بعد القدم من الحدث غيباً، تتجلى، علي حتى ظننتك الكل، وتسلب، عني حتى أشهد بنفيك، فلا بعدك يبقى، ولا قربك ينفع، ولا حربك يغني، ولا سلمك يؤمن.
171 - يا من لم تصل إليه الضمائر، ولم تمسه شبه الخواطر والظنون وهو المترائي عن كل هيكل وصورة من غير مماسة، ومزاج أنت المتجلي عن كل احد، والمتحلي بالأزل والأبد، لا توجد إلا عند اليأس، ولا تظهر إلا حال الالتباس، إن كان لقربي عندك قيمة، ولإعراضي لديك عن الحق مزية، فائتنا بحلاوة يرتضيها أصحابي.
172 - يا من أسكرني بحبه، وحيرني في ميادين قربه، أنت المنفرد بالقدم، والمتوحد بالقيام على مقعد الصدق، قيامك بالعدل لا بالاعتدال ، وبعدك بالعزل لا بالاعتزال، وحضورك بالعلم لا بالانتقال وغيبتك بالاحتجاب لا بالارتحال، فلا شيء، فوقك فيظلك ولا شيء تحتك فيقلك ولا أمامك شيء فيجدك ولا وراءك شيء فيدر كك، أسألك أن لا تردني إلي بعدما اختطفتني مني، ولا تريني نفسك بعد ما حجبتها عني، وأكثر أعدائي في بلادك والقائمين لقتلي من عبادك.
173 - يا إله الآلهة و يا رب الأرباب، ويا من (لا تأخذه سنة ولا نوم) رد إلي نفسي لئلا يفتتن بي عبادك يا من هوأنا وأنا هو لا فرق بين أنيتي وهويتك إلا الحدث والقدم، أما ترى أن ربي ضرب قدمه في حدثي حتى استهلك حدثي في قدمه فلم يُبق صفة إلا صفة القديم، ونطقي في تلك الصفة، والخلق كلهم أحداث ينطقون عن حدث، ثم إذا نطقت عن القدم ينكرون علي، ويشهدون بكفري، ويسعون إلى قتلي وهم بذلك معذورون وبكل ما يفعلون بي مأجورون.
174 - إلهي أنت تعلم عجزي عن مواضع شكرك ، فأشكر نفسك عني، فإنه الشكر لا غير.
175 - حبيبي سترتني حيث شئت، فوعزتك لو عذبوني، بأنواع البلاء، ما رأيته إلا من أحسن النعم، لان شعاع أنوار الضمائر قد اخترقت مكاشفات أحوال الظاهر، إلهي أخشاك لأني مذنب وأرجوك لأني مؤمن، واعتمد على فضلك لأني معتذر، وأثق بكرمك لأني استغفر وانبسط إلى مناجاتك لأني حسن الظن بك.
176 - إلهي أوقفتهم في مواقف العجز، ثم طالبتهم بتكاليف القدرة.
177 - أنت المحيي لأموات القلوب بحياة أنوار قدسك، وأنت المبعثر لها براح روح المعرفة، من نشر أسمائك، وأنت المؤلف لها بإشرافك لها على ما تقدم منك عنك في ديمومة أزليتك وأنت الآخذ عنها منها ما هو مانع لها من رؤية شواهدك الظاهرة في أقطار الوانك، أسألك سؤال من ذهب سؤاله عند رؤية سؤالك فسؤالك عند ذلك منه لك، كسؤالك مثل ذلك، إذ تقول (لمن الملك اليوم للواحد القهار).
178 - الحمد الله الذي تفرد بكمال فردانيته عن مشاركة الأقران والاخدان، وأقرن بقدرته حمائم الأرواح في أفاصيص الأبدان، هبت معالم نعمه على المشتاق فوجد به حباً لله الروح قبل النشران، عصفت زعازع قهره، بأفئدة الغافلين فضاعفت في عيانه الفقدان، وعطفت نسائم لطفه على أحوال المحبين، فضاعفت بنشر الوجدان، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الرحيم الرحمن ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وآله ناسخ الملك والأديان.
179 - إلهي أصبحت في دار الرغائب أنظر إلى العجائب إلهي أنك تتودد إلى ما يؤذيك فكيف لا تتودد إلى من لا يؤذي فيك.
من كلامه في الدفاع عن نفسه
180 – يا بني إن بعض الناس يشهدون علي بالكفر وبعضهم يشهدون لي بالولاية والذين يشهدون علي بالكفر أحب إلي وإلى الله من الذين يقرون بالولاية لأن الذين يشهدون لي بالولاية من حسن ظنهم بي والذين يشهدون علي بالكفر يشهدون تعصباً لدينهم ومن تعصب لدينه أحب إلى الله ممن أحسن الظن بأحد.
181 - أتقتلون رجلاً يقول : ربي الله.
182 - من حضر بطلت شهادته، ومن غاب قبلت شهادته.
183 - أنا على مذهب ربي.
184 - أنا حنيفي أقل حنيفية من أمة (محمد) صلى الله عليه وسلم.
185 - لو قيل لك: رأيت الحسين بن منصور فقل : نعم.
186 - تريدون مناظرتي ؟ على ماذا أناظر ؟ أنا أعرف أنكم على حق وأنا على باطل.
187 - ظهري حمىً، ودمي حرام،/ وما يحل لكم أن تتأولوا علي بما يبيحه، واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، وتفضيل (أبي أبكر) و(عمر) و(عثمان) و(علي) و(طلحة) و(الزبير) و(سعد) و(سعيد) و(عبدالرحمن بن عوف) و(أبي عبيده ابن الجراح) ولي كتب في السنة موجودة في الوراقين فالله الله في دمي.
النبوة والولاية
188 – لو لم يبعث محمد – عم – لم تكمل الحجة على جميع الخلق، وكان يرجو الكفار النجاة من النار.
189 – لا يسلم لاحد معناها إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم استحقاقاً ولي تبعاً.
النفس
190 - هي نفسك إن لم تشغلها شغلتك.
191 - إن النفس أخبث من سبعين شيطاناً.
السر
192 - ما خفي ظاهره وبدا معناه.
193 - أسرارنا بكر لا يفتضها وهم واهم، ولا فهم فاهم.
194 - صدور الأحرار قبور الأسرار.
195 - لو اطلّع (زري) على سري قلعته.
النقطة
196 - النقطة أصل كل خط، والخط كله نقطة مجتمعة، فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط، وكل خط مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد نقطة بين نقطتين وهذا دليل على تجلي الحق من كل ما يشاهد، وترائيه عن كل ما يعاين، ومن هذا قلت: ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه.
197 - ما ظهرت النقطة الأصلية إلا لقيام الحجة بتصحيح عين الحقيقة، وما قامت الحجة بتصحيح عين الحقيقة إلا لثبوت الدليل على أمر الحقيقة.
198 - أعلموا أن الهياكل قائمة بياهوه، والأجسام متحركة بياسينه والهو والسين طريقان إلى معرفة النقطة الأصلية.
الواحد والكثرة
199 - كنت شتى مقسماً، فصرت واحداً، تقسيمي أحدني، وتوحيدي أفردني.
200 – الله مصدر الموجودات.
الوجد
201 – (الوجد) أن يكون مشاهداً للحق في كل وقت، الوجد، الحرقة، فإن المشاهدة على الدوام، توجب الحرقة على الدوام، لأن العبد يذوب بالمشاهدة ويصير محترقاً.
202 - (الوجد) هو لهيب ينشأ في الأسرار بسرح من الشوق، فتضرب الجوارح هرباً وحزناً عند ذلك الوارد.
203 - الوجد مقرون بالزوال، والمعرفة، ثابتة لاتزول.
204 - لو قطعتني بالبلاء إرباً إرباً ما أزددت إلا حباً حبا.
205 - لو القي مما في قلبي ذرة على جبال الأرض، لذايت وإني لو كنت يوم القيامة، في النار لاحرقت النار، ولو دخلت الجنة لا نهدم بنيانها.
206 - أيها الناس أغيثوني عن الله، فإنه اختطفني مني، وليس يردني علي، ولا أطيق مراعاة تلك الحضرة واخاف والهجران فأكون غائباً محروماً والويل لمن يغيب بعد الحضور ويهجر بعد الوصل.
207 – السنة مستنطقات تحت نطقها مستهلكات وانفس مستعملات تحت استعمالها مستهلكات.
208 - (صاح صيحة وقال) هذه صيحة الجاهل به ومن ود المحب المحق أن لا يعبد ما حد.
209 - أصبحت لو طارت مني شرارة لأحرقت مالكاً وناره.
210 – أيها الناس اسمعوا: إن الله أباح لكم دمي, فاقتلوني اقتلوني تؤجروا وأسترح, ليس في الدنيا للمسلمين شغل أهم من قتلي.
211 – أن تقتل هذه الملعونة ولكني أغريهم على الحق , لأن عندي قتل هذه من الواجبات, وهم إذ تعصبوا لدينهم يؤجرون.
212 - كيف أنت يا(إبراهيم) حين تراني وقد صلبت, وقتلت وأحرقت, وذلك أسعد يوم من أيام عمري جميعه.
213 – حسب الواجد إفراد الواحد له.
الوقت
214 (هل للعارف وقت قال) لا, لأن الوقت فرجة تنفس عن كربه, والمعرفة أمواج تغط وترفع وتحط, فالعارف وقته أسود مظلم.
215 – من أفشى سر الحق إلى الخلق, وأراد أن يحفظ ذلك الوقت عليه أنزل عليه بلاء لايطيقه الكون, وإن لم ينزل عليه بلاء فذلك علامة أخذ الوقت منه.
كيف يعرف قدر من لايقدر قدره سواه؟
[إذا أقول: أصبح صحيحاً توحيد الحق يقولون صحيح].
[إذا أقول: بلا أرض، يقولون: إن معنى التوحيد، تشبيه، والتشبيه، ليس بمناسب لاوصاف الحق، ولا ينسون التوحيد، ولا إلى الخلق، لأنه تجاوز عن الحد، إن تزد في التوحيد، ولا إلى الخلق، لأنه تجاوز عن الحد، إن تزد في التوحيد فهو حادث والحادث ليس بصفة للحق، الذات واحد الحق، والباطل عن عين الذات].
[إذا أقول: التوحيد كلام، فالكلام صفة الذات].
[إذا أقول: حواس يكون واحداً، الإرادة، صفة الذات ومراد المخلوق].
[وإذا أقول: يكون الله توحيد الذات، ويكون توحيد الذات].
[إذا أقول: ليس بالذات فأكون قد سميته مخلوقاً].
[إذا أقول: الاسم والمسمى واحد، فماذا يكون معنى التوحيد].
[إذا أقول: الله الله الله، يكون عين العين، و(هوهو)].
[هذا مكان الطاء والسين ففي العلل، وهذه الدوائر مع هذه اللام صورة الألفاظ].
[الأولي أزلي، والثاني مفهومات، والثالث جهة، والرابع معلومات].
[ لا يكون الذات من دون صفات].
[الأول يجيء ، ومن قبيل (العلم) ولا يرى الثاني يجيء، ومن قبيل (الصفاء) ولا يرى، وليس بذا (ذات) وليس بالشين (شيء) وليس بالقاف (قال) وليس بالميم ما هيته].
[العزة لله الذي تقدس يقدمه عن سبل أهل المعارف، وإدراك أهل الكواشف].
[هذه مكان الطاء والسين، والنفي، والإثبات وهذه صورتها].
[النقش الأول فكر عام، والثاني فكر خاص، ودائرة علم الحق مدار الوسط، لهؤلاء اللامات والألفات التي توجد بدائرة المحيط منزهة عن جميع الجهات، هذان الحاءان حاملان، لجوانب الأجانب، يبغيان توحيد ما وراء هذه الحوادث].
[أفكار العوام تغوص في بحر الاوهام، وأفكار الخواص تغوص في بحر الأفهام، هذان البحران ينشقان، والطريق مقدسة، وهذان الفكران ينقطعان وهاتان النتيجتان تضمحلان، وهذان الكونان يفنيان، والحجج تروح، ويتلاشى العرفان].
[الله الرحمن هو (.....) المنزه عن الحدث، هو سبحانه منزه عن كل العلل والنقائص، قوي البرهان، عزيز السلطان، ذو الجلال والمجد والكبرياء، واحد لا من حيث العدد، واحد لا كواحد، ليس له حد، ولا عد ولا ابتداء، ولا انتهاء، مبدع الكون منزه عن الكون – لا يعرفه إلا هو ذو الجلال والإكرام – والأرواح والأجسام].
77 – بسم الله الرحمن الرحيم
المتخلي عن كل شيء لمن يشاء السلام عليك ياولدي, ستر الله عنك ظاهرة الشريعة, وكشف لك حقيقة الكفر, فإن ظاهر الشريعة كفر خفي, وحقيقة الكفرة معرفة جلية, أما بعد: حمداً لله الذي يتجلى على رأس إبرة لمن يشاء, ويستتر في السماوات والأرضين عمن يشاء, حتى يشهد هذا بأن لاهو, ويشهد ذلك بأن لاغيره, فلا الشاهد على نفيه مردود, ولا الشاهد بإثباته محمود, والمقصود من هذا الكتاب أني أوصيك أن لاتغتر بالله, ولا تيأس منه, ولا ترغب في محبته, ولاترض أن تكون غير محب, ولاتقل بإثباته, ولاتمل إلى نفيه, وإياك والتوحيد, والسلام.
78 – أطال الله لي في حياتك, وأعدمني وفاتك على أحسن ما جرى به قدر, ونطق به خبر, ومع مالك في قلبي من لواعج أسرار محبتك, وأفانين ذخائر مودتك, مالا يترجمه كتاب, ولايحصيه حساب, ولا يفنيه عتاب.
79 – أما بعد فإني لا أدري ما أقول, إن ذكرت بركم لم أنته إلى كنهه, وإن ذكرت جفاءكم لم أبلغ ما أقول, بدت لنا باديات قربكم فأحرقتنا وأذهلتنا عن وجود حبكم, ثم عطف وألف ما ضيع وأتلف, ومنع وجود طعم التلف, وكأني وقد تخرقت الأنوار, وتهتكت الأستار, وظهر ما بطن, وبطن ما ظهر, وليس لي من خبر, ومن لم يزل, كما لم يزل.
80 – أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الخارج من حدود الأوهام, وتصاوير الظنون, وتخييل الفكر, وتحديد الضمير, الذي: (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)(11), واعلم أن المرء قائم على بساط الشريعة مالم يصل على مواقف التوحيد, فإذا وصل إليها سقطت من عينه الشريعة, واشتغل باللوائح الطالعة من معدن الصدق, فإذا ترادفت عليه اللوائح, وتتابعت عليه الطوالع, صار التوحيد عنده زندقة, والشريعة عنده هوساً, فبقي بلا عين ولا أثر, إن استعمل الشريعة استعملها رسماً, وإن نطق بالتوحيد نطق به غلبة وقهراً.
الرؤية
81 - (طمع موسى في الرؤية وسألها) لأنه انفرد للحق, وانفرد الحق به في جميع معانيه, وصار الحق مواجهة في كل منظور إليه, ومقابله دون كل محضور لديه, على الكشف الظاهر عليه لا على الغيب, فذلك الذي حمله على سؤال الرؤية لاغير.
82 – قال (موسى) (رب أرني), فجوزي بالصعقة, فالمطالبة بما لا يليق محال السامع نطقاً أو وهماً توجب صعقته سلباً لعقله, وإذهالاً لكله عن كله, ليعلم أنه دون ما سواه نحوه.
83 – إن للمؤمنين في القيامة رؤية لله تعالى قبل أن يمروا على الصراط , ليكونوا مغلوبين في مشاهدة الحق إذا دخلوا جنهم ومروا عليها لم يكن لهم ضر من ألم الافتراق.
84 – لو كانت رؤيتك بالله لرأيت كل شيء مكانه, فإن الله تعالى يرى كل شيء.
الزهد
85 – لست أعلم أنه بقي لي أجل ولا رزق, فأتحرك فيه لم يجب عليه الحركة, إذ لم يكن له أمل في النفَس الثاني.
86 – لئن يبيت الفقير في عقارب تلدغة, خير له من أن يبيت ومعه معلوم.
السماع
87 - السماع ظاهره فتنة, وباطنه عبرة, فمن عرف الإشارة حل له استماع العبرة, وإلا فقد استدعى الفتنة, وتعرض البلية, وأعطى زمامه الداعي اللذة, فكان ممن قتل نفسه بيده.
الشطح
88 – لولا أن الله تعالى قال (لأملان جهنه من الجنة والناس أجمعين) لكنت أبصق في النار حتى تصير ريحاناً على أهلها.
89 – يمكنني أن أتكلم بمثل هذا القرآن.
الشكر
90 – الشكر هو الغيبة عن الشكر برؤية المنعم.
91 – والله ما فرقت بين نعمة وبلوى ساعة قط.
93 – التوبة مما لاتعلم تبعثك على التوبة مما تعلم, والشكر على ما لاتعلم يبعثك على الشكر على ما تعلم, لأنه حرام على العبد الحركة والسكون إلا بأمر يؤديه إلى أمر الله.
93 – صن قلبك عن فكره, ولسانك عن ذكره, واستعملهما بإدامة شكره, فإن الفكرة في ذاته, والخطرة في صفاته, والنطق في إثباته من الذنب العظيم, والتكبر الكبير.
طريق الحقيقة
94 – الطريق إلى الله بين اثنين, وليس مع الله أحد.
95 – من لاحظ الأزلية والأبدية وغمض عينيه عما بينهما فقد أثبت التوحيد, ومن غمض عينيه عن الأزلية والأبدية ولاحظ ما بينهما فقد أتى بالعبادة, ومن أعرض عن البين والطرفين فقد تمسك بعروة الحقيقة.
96 – من التمس الحق بنور الإيمان, كان كمن طلب الشمس بنور الكواكب.
97 – الاحتراز من حربه جنون, الاغترار بصلحه حماقة, النطق في صفاته هوس, السكوت عن إثباته خرس, طلب القرب من جسارة, والرضا ببعده من دناءة الهمة.
98 – من أراد أن يصل إلى المقصود فلينبذ الدنيا وراء ظهره.
99 – (خطوتين وقد وصلت) اضرب بالدنيا وجه عشاقها, وسلم الآخرة لأربابها.
100 – من طلب التوحيد في غير لام ألف فقد تعرض للخوضان في الكفر, ومن تعرف (هو) الهوية في غير خط الاستواء فقد جاس خلال الحيرة المذمومة التي لا استراحة بعدها.
101 – الخلق يشهدون بكفري, ويسعون إلى قتلي, وهم بذلك معذورون, وبكل ما يفعلون بي مأجورون.
الظاهر والباطن
102 – أما باطن الحق فظاهره الشريعة, ومن يحقق في ظاهر الشريعة ينكشف له باطنها, وباطنها المعرفة بالله, وأما باطن الباطل, فباطنه أقبح من ظاهره, وظاهره أشنع من باطنه, فلا تستغل به , يا بني أذكر لك شيئاً من تحقيقي في ظاهر الشريعة, ما تمذهبت بمذهب أحد من الائمة جملة, وإنما أخذت من كل مذهب إصبعه وأشده, وأنا الآن على ذلك, وما صليت صلاة فرض قط إلا وقد اغتسلت أولاً, ثم توضأت لها, وها أنا ابن سبعين سنة, وفي خمسين سنة صليت صلاة ألفي سنة كل صلاة قضاء لما قبلها.
العارف والصوفي
103 – علامة العارف أن يكون فارغاً من الدنيا والآخرة.
104 – للعارف نظرتان: نظرة إلى نفسه, ونظره إلى ربه, إذا نظر إلى نفسه افتقر, وإذا نظر إلى ربه افتخر.
105 - حرام على قلب العارف أن يحب سوى مولاه.
106 – مرقاة العارف نفسه عينه, باب الوصال ذاته.
107 – ما رجع من رجع إلا عن الطريق, فأما الواصلون فإنهم لا يرجعون.
108 – إذا انحل القفل عن القلب صار ربانيا, فأشرف على الغيوب.
109 – إن الله خلق القلوب وجعل داخلها سره, وخلق الأنفاس وجعل مجراها من داخل القلب, بين سر وقلب, ووضع معرفته في القلب, وتوحيده في السر, وما من نفَس يخرج إلا بإشارة التوحيد على دلالة المعرفة في بساط الاضطراب إلى عالم الربوبية, وكل نفَس خلا عن هذا خالف ذا فهو ميت وصاحبه مسؤول عنه.
110 – لا يعرفه إلا من تعرف إليه, ولا يوحده إلا من توحد له, ولايؤمن به إلا من لطف له, ول ايصفه إلا من تجلى لسره, ولا يخلص له إلا من جذبه إليه, ولايصلح له إلا من اصطنعه لنفسه.
111 – دعوة العلم جهل, توالي الخدمة سقوط الحرمة, الاحتراز من حربه جنون , الاغترار بصلحه حماقة, النطق في صفاته هوس, السكوت عن إثباته خرس, طلب الطرب منه جسارة, والرضى ببعده من دناءة الهمة.
112 – الفقير هو المحروم من الإرفاق, والمحروم من السؤال, لقوله عليه السلام: (لو أقسم على الله لأبره) (15), فدل أنه لا يقسم, أي لوقوع أقسامه.
113 – كل قلب تخلى عن غير الله يرى في الغيب مكنونه, وفي السر مضمونه.
114 – (ما الذي منع الأغنياء عن العود بفضول ماعندهم على هذه الطائفة؟) ثلاثة أشياء: أحدها أن الذي في أيديهم غير طيب, وهؤلاء خالصة الله, وما اصطنع إلى أهل الله فمقبول, ولايقبل الله إلا الطيب, والثانية: أنهم مستحقون فيحرم الآخرون بتركه العود عليهم والثواب فيهم, والثالثة: أنهم مرادون بالبلاء, فيمنعهم الحق عن العود عليهم وليتم مراده فيهم.
115 - من لايرى الكل تلبيساً كان المكر منه قريباً.
116 – الصوفي وحدان الذات, الذي لايقبله أحد, ولايقبل أحداً.
117 – من أشار إليه فهو متصوف, ومن أشار عنه فهو صوفي.
118 – الصوفي هو المشير عن الله تعالى, فإن الخلق أشاروا إلى الله تعالى.
119 - من تكلم بالدقائق ولم يتبعها بالحقائق, ولم يترك العلائق والعوائق, فهو قريب من الشيطان يلقنه الحكمة لافتتان الخليقة.
120 – (الفقير الصادق) الذي لايختار بصحة الرضا مايرد عليه من الأسباب.
121 – قال الصديق: من يكون مع الله تعالى في حكم ما أوجب, ولايكون على يسيره أثر من الأكوان, ويكون وحداني الذات لم يشهد الحق غيره, فهو أعمى عن الكون, ويكون له مع الحق نسب يحمل به الواردات, لايذكر برؤية الكون غير الحق, ولاينبه له بالنظر إليه غيره عليه.
العبارة
122 – من لم يقف على إشارتنا, لم ترشده عباراتنا.
123 – مثل العبارة مثل القيء, كما أن ما هو غذاء يوافق الطبع فيضر مع الطبع, وماهو منه ما يوافقه يصير العبارة, وكما أن الغذاء لو صحت الطبيعة لخربت الطبيعة وهلكت , فكذا كمال المشاهدة لو صحت بالسر, فيصير الكل عبارة, لخرب السر وهلك.
العبودية
124 - من أراد الحرية فليصل العبودية.
125 – إذا استوفى العبد مقامات العبودية كلها, يصير حراً من تعب العبودية, فيترسم بالعبودية بلاعناء ولا كلفة, وذلك مقام الأنبياء والصديقين.
126 – إن قول الملائكة ما عبدناك حق عبادتك , رؤية العبادة مع التقصير فيها, وهذا مقام الملائكة, وأما العارفون من الإنس فلا يعتذرون من التقصير, لأن الاعتذار منه إنما يكون إن لو كان هناك فعل, والعارف لايرى من نفسه فعلاً حتى يعتذر من التقصير.
127 – الحق تعالى أوجد الهياكل على رسم العلل, منوطة بالآفات فانية في الحقيقة, وإنما الأرواح فيها إلى أجل معدود, وقهرها بالموت, وربطها في وقت إتمامها بالعجز, وصفاته تعالى بائنة عن هذه الأوصاف من كل الوجوه, فكيف يجوز أن يظهر الحق فيما أوجده بهذا النقص والعلة, كلا وحاشا, وثبت أن الحق سبحانه وتعالى ألزم في كتابه وصف العبودية للخلق أجمع فقال( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وقال (إن كل مافي السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً) فكيف يجوز أن يحل فيما ألزمه وصف النقص, وهو العبودية فيكون مستعبداً معبوداً.
العلم
128 – علومي تجل عن النظر, ويدق مفهومي عن البشر, وأنا أنا, ولا نعت ولا وصف, إنما نعوتي الناسوتية محو أوصافي الروحانية, فحكمي أن أكون عند نفسي عند الكتم ويكون حجابي عند الكشف, فإذا دنا وقت الكشف امتحى نعوت الوصف, أنا منزه عن نفسي, إذ لست نفسي, أنا تجاوز لا تجانس, وظهور لا حلول (..), للهياكل الجثمانية لايتعود الأزلي, غاب عن الإحساس خارج عن القياس, يعرفه الجنة والناس, لا معرفة به حقيقة وصفه, لكن على قدر طاقتها من معارفها (قد علم كل أناس مشربهم) هذا يشرب مزجاً, وهذا يشرب صرفاً, وهذا يدرك شخصاً, وهذا يلحظ أحداً, وهذا يحتجب بوصفه, وهذا يتيه في أودية الطلب, وهذا يغرق في بحار التفكر, وهم الخارجون عن الحقيقة, الكل قصدوا بهم فضلوا, والخاص (كذا) اهتدوا فوصلوا, امتحوا فأثبتهم, وتلاشوا بامتشائه لهم , وتذللوا فذلهم, وتغالوا فأضلهم, ربطهم واشتاقوا إلى شواهدهم, واجتذبهم بأوصافه عن نعوتهم, فالعجب لهم منهم, وصلوا كأنهم منقطعون , وشاهدوا كأنهم غائبون, تبدو لأشكالهم أشكالهم, وتخفى عنهم أحوالهم.
129 – خذ من كلامي ما يبلغ إليك علمك, وما أنكره علمك فاضرب بوجهي, ولا تتعلق به , فتضل عن الطريق.
130 – من تكلم بعلم عن تعليم يجوز الغلط والسهو, وربمايخطئ ويصيب, وهذا من مقامات ظاهر الإيمان, ومن تكلم عن الأنوار المشرقة من الصفات الإلهية خرجت ألفاظه تامة شافية ناطقة بما في الضمائر من حضور عينه, ودنو مابعد, وصرف عنه كل شكل وغفلة.
131 – لا تمنعوا العلم أهله, فتظلموهم, لاوتصفوه عند غيره فتظلموه.
132 – يا أبا القاسم ( إن الله لايرضى من العالم بالعلم حتى يجده في العلم , فإن كنت في العلم فالزم مكانك وإلا فانزل).
133 - هذا علم قد أدبر وتولى, والمقبل على المدبر أدبر من المدبر.
134 – من تكلم عن غير معناه, فقد تحمر في دعواه, قال الله تعالى: (كمثل الحمار) .
الفراسة
135 – (الفراسة) حق نظر عن أحد نظر بإياه, فخبر عن حقيقة ما هو إياه بإياه.
136 – الحق إذا استولى على سر ملَّكه الأسرار, فيعاينها العبد ويخبر عنها.
137 – المتفرِّس هو المصيب بأول مرماه إلى مقصده, ولايعرج على تأويل وظن وحسبان, الذي هو من آثار المنجمين.
الفناء والبقاء
138 – إذا أراد الله أن يوالي عبداً من عباده فتح عليه باب الذكر,ثم فتح عليه باب القرب, ثم أجلسه على كرسي التوحيد, ثم يرفعه عن الحجب, فيرى الفردانية بالمشاهدة, ثم أدخله دار الفردانية, ثم كشف عن الكبرياء والجمال, فاذا وقع بصره على الجمال بقى بلا هو, فحينذ صار العبد فانياً, وبالحق باقياً, فوقع في حفظ سبحانه وبرىء من دعوى نفسه.
139 – البقاء مقام النبيين (عم) ألبسوا السكينة لايمنعهم ما حل عن فرضه ولا عن فضله: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) والباقي هو أن تصير الأشياء كلها واحداً, فتكون كل حركاته في موافقات الحق دون مخالفاته, فيكون فانياً عن المخالفات باقياً في الموافقات.
الكفر والإيمان
140 – الكفر والإيمان يفترقان من حيث الاسم, وأما من حيث الحقيقة فلا فرق بينهما.
141 – الإيمان من الله لايزيد ولا ينقص, ومن الأنبياء يزيد ولا ينقص, ومن غيرهم يزيد وينقص.
142 – من فرق بين الكفر والإيمان فقد كفر, ومن لم يفرق بين الكافر والمؤمن فقد كفر.
143 – ليس على وجه الأرض كفر إلا وتحته إيمان, ولا طاعة إلا وتحتها معصية أعظم منها, ولا إفراد بالعبودية إلا وتحته ترك حرمة, ولادعوى المحبة إلا وتحتها سوء الأدب, لكن الله تعالى عامل عباده على قدر طاقتهم.
المجاهدة
144 – التعبد إتيان ماوظف الحق على شرط الواجب, وشرط الواجب الإتيان به على غير مطالبة عوض, وإن شهدته فضلاً, بل يستوفيك عن رؤية الفضل, والعوض ما لله عليك وهو وجوب حق الله عليك في العمل: لما ذكر أن اجتهاد المريد سبق كشوفه, وكان الغالب من حال القوم ذلك.
المحبة والعشق
145 – (المحبة): هي حالة تستولي على المحب حتى لا يشهد إلا المطلوب.
146 – المحبة لذة, والحق لايلتذ به, لأن مواضع الحقيقة دهش واستيفاء وحيرة.
147 – إذا اكرت (كذا) المحبة للمحب يغلب مشاهدة المحبوب على يسيره, بحيث لايكون له شعور بنفسه ومحبته.
148 – العشق نار نور أول نار, وكالأزل يتلون بكل لون, ويبدو بكل صفة, يلتهب بذاته, وبتشعشع صفاته متحقق, يجوز الأجواز من الأزل في الآباد, ينبوعه من الهوية منعرس عن الآنية, باطن ظاهر, ذاته حقيقة الوجود, وظاهر باطن صفاته الصورة الكاملة بالاستتار المنبئ عن الكلية بالكمال.
149 – ركعتان في العشق لايصح وضوؤهما هما إلا بالدم.
المريد
150 – هو الرامي بأول قصده إلى الله, فلا يعرج حتى يصل.
151 – المريدك الخارج عن أسباب الدارين أثرة بذك على أهلها.
المراقبة
152 – من لاحظ الأعمال حجب عن المعمول له, ومن لاحظ المعمول له حجب عن رؤية الأعمال.
153 – من غمض عن الله طرفة عين لم يهتد الله أبداً.
154 – من راقب الله عزوجل عند خطرات قلبه, عصمه عند حركات جوارحه.
155 – ربما أغفو غفوة, فأنادي: (أتنام عني؟ إن نمت عني لأضربنك بالسياط).
156 – من لاحظ الأعمال حجب عن الجمال, أي في الابتداء.
157 - إنما يوقظ النائم, وقوال الفقراء ليس بنائم.
158 – إن معنى ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إنه ليغان على قلبي, وإني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة), وفي رواية (مائة مرة) هو ان استغفاره من مقام الوقوف مع الطاعة التي هو فيها, فإن كل طاعة كان يفعلها رأى نفسه مقصرة في الخدمة السابقة, كأنه لم يعمل شيئاً, وكان حاله مع الله دائماً على التزايد.
المعرفة
159 - المعرفة: إحضار السر بصنوف الفكر في مراعاة مواجيد الأذكار على حسب توالي إعلام الكشوف
160 - هي عبارة عن رؤية الأشياء, واستهلاك الكل في الأجزاء.
161 - (المعرفة) تسلب لذة المعرفة.
162 - من عرفه ما وصفه, ومن وصفه ماعرفه.
163 - إن الله تعالى عرفنا نفسه بنفسه, ودلنا على معرفة نفسه بنفسه , فقام شاهد المعرفة بالمعرفة بعد تعريف المعرف بها.
164 - لايجوز لم ير غير الله, أو يذكر غير الله أن يقول عرفت الله الأحد الذي ظهرت منه الآحاد.
165 - إذا عرفه إياه أوقف المعرف حيث لايشهد محبة ولاخوفاً ولارجاءً ولافقراً ولاغنى, لأنها دون الغايات, والحق وراء الغايات.
المناجيات
166 - اللهم إنكم التجلي عن كل جهة, المتخلي من كل جهة, بحق قيامك بحقي, وبحق قيامي بحقك, وقيامي بحقك يخالف قيامك بحقي, فإن قيامي بحقك ناسوتية, وقيامك بحقي لاهوتية, وكما أن ناسوتيتي مستهلكة في لاهوتيتك غير ممازجة إياها, فلاهوتيتك مستولية على ناسوتيتي غير مماسة لها, وبحق قدمك على حدثي, وحق حدثي تحت ملابس قدمك, ان ترزقني شكر هذه النعمة التي أنعمت بها علي, حيث غيبت أغياري كما كشفت لي من مطالع وجهك, وحرمت على غيري ما أبحت لي من النظر في مكنونات سرك, وهؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصباً لدينك. وتقرباً إليك فاغفر لهم، فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترت عني ما سترت عنهم، لما ابتليت بما ابتليت، فلك الحمد فيما تفعل ولك الحمد فيما تريد.
167 – اللهم أنت الواحد الذي لا يتم به عدد ناقص، والاحد الذي لا تدركه فطنة غائص، وأنت (في السماء إله وفي الأرض إله) أسالك بنور وجهك الذي أضاءت به قلوب العارفين، وأظلمت منه أرواح المتمردين وأسألك بقدسك الذي تخصصت به عن غيرك، وتفردت به عمن سواك، أن لا تسرحني في ميادين الحيرة، وتنجيني عن غمرات التفكر، وتوحشني عن العالم، وتؤنسني بمناجاتك يا أرحم الراحمين، يا من استهلك المحبون فيه، واغتر الظالمون بأياديه، لا يبلغ كنه ذاتك أوهام العباد، ولا يصل إلى غاية معرفتك أهل البلاد، فلا فرق بيني وبينك إلا الإلهية والربوبية.
168 - اللهم أنت المأمول بكل خير، والمسئول عن كل مهم، المرجو منك قضاء كل حاجة، والمطلوب من فضلك الواسع كل عفو ورحمة، وأنت تعلم ولا تُعلم، وترى ولا تُرى، وتخبر عن كوامن أسرار ضمائر خلقك، وأنت على كل شيء قدير، وأنا بما وجدت من روائح، نسيم حبك، وعواطر قربك، أستحقر الراسيات، وأستخف الأرضين والسماوات، وبحقك لو بعت مني الجنة بلمحة من وقتي، أو بطرفة من آحر أنفاسي، لما اشتريتها، ولو عرضت علي النار بما فيها من ألوان عذابك لا ستهونتها في مقابلة ما أنا فيه من حال استتارك مني، فاعف عن الخلق ولا تعف عني، وأرحمهم ولا ترحمني فلا اخاصمك لنفسي، ولا أسالك بحقي فافعل بي ما تريد.
169 - نحن بشواهدك نلوذ، وبسنا عزتك نستضيء لتبدي، ما شئت من شأنك، وأنت الذي في الماء عرشك، وأنت (الذي في السماء إله وفي الأرض إله) تتجلى كما تشاء مثل تجليك في مشيئتك كأحسن صورة، والصورة فيها الروح الناطقة بالعلم والبيان والقدرة والبرهان ثم أوعزت إلى شاهدك الآني في ذاتك الهوي، كيف أنت إذا مثلت بذاتي عند عقيب كراتي، ودعوت إلى ذاتي بذاتي، وأبديت حقائق علومي ومعجزاتي، صاعداً في معارجي إلى عروش أزلياتي، عند القول من برياتي أن أخذت وحبست واحضرت وصلبت وقتلت واحرقت، واحتملت السافيات الذاريات أجزائي وان لذرة من يُنجوج مظان متجلياتي أعظم من الراسيات.
170 - يا من لازمني في خلدي قرباً، باعدني بعد القدم من الحدث غيباً، تتجلى، علي حتى ظننتك الكل، وتسلب، عني حتى أشهد بنفيك، فلا بعدك يبقى، ولا قربك ينفع، ولا حربك يغني، ولا سلمك يؤمن.
171 - يا من لم تصل إليه الضمائر، ولم تمسه شبه الخواطر والظنون وهو المترائي عن كل هيكل وصورة من غير مماسة، ومزاج أنت المتجلي عن كل احد، والمتحلي بالأزل والأبد، لا توجد إلا عند اليأس، ولا تظهر إلا حال الالتباس، إن كان لقربي عندك قيمة، ولإعراضي لديك عن الحق مزية، فائتنا بحلاوة يرتضيها أصحابي.
172 - يا من أسكرني بحبه، وحيرني في ميادين قربه، أنت المنفرد بالقدم، والمتوحد بالقيام على مقعد الصدق، قيامك بالعدل لا بالاعتدال ، وبعدك بالعزل لا بالاعتزال، وحضورك بالعلم لا بالانتقال وغيبتك بالاحتجاب لا بالارتحال، فلا شيء، فوقك فيظلك ولا شيء تحتك فيقلك ولا أمامك شيء فيجدك ولا وراءك شيء فيدر كك، أسألك أن لا تردني إلي بعدما اختطفتني مني، ولا تريني نفسك بعد ما حجبتها عني، وأكثر أعدائي في بلادك والقائمين لقتلي من عبادك.
173 - يا إله الآلهة و يا رب الأرباب، ويا من (لا تأخذه سنة ولا نوم) رد إلي نفسي لئلا يفتتن بي عبادك يا من هوأنا وأنا هو لا فرق بين أنيتي وهويتك إلا الحدث والقدم، أما ترى أن ربي ضرب قدمه في حدثي حتى استهلك حدثي في قدمه فلم يُبق صفة إلا صفة القديم، ونطقي في تلك الصفة، والخلق كلهم أحداث ينطقون عن حدث، ثم إذا نطقت عن القدم ينكرون علي، ويشهدون بكفري، ويسعون إلى قتلي وهم بذلك معذورون وبكل ما يفعلون بي مأجورون.
174 - إلهي أنت تعلم عجزي عن مواضع شكرك ، فأشكر نفسك عني، فإنه الشكر لا غير.
175 - حبيبي سترتني حيث شئت، فوعزتك لو عذبوني، بأنواع البلاء، ما رأيته إلا من أحسن النعم، لان شعاع أنوار الضمائر قد اخترقت مكاشفات أحوال الظاهر، إلهي أخشاك لأني مذنب وأرجوك لأني مؤمن، واعتمد على فضلك لأني معتذر، وأثق بكرمك لأني استغفر وانبسط إلى مناجاتك لأني حسن الظن بك.
176 - إلهي أوقفتهم في مواقف العجز، ثم طالبتهم بتكاليف القدرة.
177 - أنت المحيي لأموات القلوب بحياة أنوار قدسك، وأنت المبعثر لها براح روح المعرفة، من نشر أسمائك، وأنت المؤلف لها بإشرافك لها على ما تقدم منك عنك في ديمومة أزليتك وأنت الآخذ عنها منها ما هو مانع لها من رؤية شواهدك الظاهرة في أقطار الوانك، أسألك سؤال من ذهب سؤاله عند رؤية سؤالك فسؤالك عند ذلك منه لك، كسؤالك مثل ذلك، إذ تقول (لمن الملك اليوم للواحد القهار).
178 - الحمد الله الذي تفرد بكمال فردانيته عن مشاركة الأقران والاخدان، وأقرن بقدرته حمائم الأرواح في أفاصيص الأبدان، هبت معالم نعمه على المشتاق فوجد به حباً لله الروح قبل النشران، عصفت زعازع قهره، بأفئدة الغافلين فضاعفت في عيانه الفقدان، وعطفت نسائم لطفه على أحوال المحبين، فضاعفت بنشر الوجدان، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الرحيم الرحمن ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وآله ناسخ الملك والأديان.
179 - إلهي أصبحت في دار الرغائب أنظر إلى العجائب إلهي أنك تتودد إلى ما يؤذيك فكيف لا تتودد إلى من لا يؤذي فيك.
من كلامه في الدفاع عن نفسه
180 – يا بني إن بعض الناس يشهدون علي بالكفر وبعضهم يشهدون لي بالولاية والذين يشهدون علي بالكفر أحب إلي وإلى الله من الذين يقرون بالولاية لأن الذين يشهدون لي بالولاية من حسن ظنهم بي والذين يشهدون علي بالكفر يشهدون تعصباً لدينهم ومن تعصب لدينه أحب إلى الله ممن أحسن الظن بأحد.
181 - أتقتلون رجلاً يقول : ربي الله.
182 - من حضر بطلت شهادته، ومن غاب قبلت شهادته.
183 - أنا على مذهب ربي.
184 - أنا حنيفي أقل حنيفية من أمة (محمد) صلى الله عليه وسلم.
185 - لو قيل لك: رأيت الحسين بن منصور فقل : نعم.
186 - تريدون مناظرتي ؟ على ماذا أناظر ؟ أنا أعرف أنكم على حق وأنا على باطل.
187 - ظهري حمىً، ودمي حرام،/ وما يحل لكم أن تتأولوا علي بما يبيحه، واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، وتفضيل (أبي أبكر) و(عمر) و(عثمان) و(علي) و(طلحة) و(الزبير) و(سعد) و(سعيد) و(عبدالرحمن بن عوف) و(أبي عبيده ابن الجراح) ولي كتب في السنة موجودة في الوراقين فالله الله في دمي.
النبوة والولاية
188 – لو لم يبعث محمد – عم – لم تكمل الحجة على جميع الخلق، وكان يرجو الكفار النجاة من النار.
189 – لا يسلم لاحد معناها إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم استحقاقاً ولي تبعاً.
النفس
190 - هي نفسك إن لم تشغلها شغلتك.
191 - إن النفس أخبث من سبعين شيطاناً.
السر
192 - ما خفي ظاهره وبدا معناه.
193 - أسرارنا بكر لا يفتضها وهم واهم، ولا فهم فاهم.
194 - صدور الأحرار قبور الأسرار.
195 - لو اطلّع (زري) على سري قلعته.
النقطة
196 - النقطة أصل كل خط، والخط كله نقطة مجتمعة، فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط، وكل خط مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد نقطة بين نقطتين وهذا دليل على تجلي الحق من كل ما يشاهد، وترائيه عن كل ما يعاين، ومن هذا قلت: ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه.
197 - ما ظهرت النقطة الأصلية إلا لقيام الحجة بتصحيح عين الحقيقة، وما قامت الحجة بتصحيح عين الحقيقة إلا لثبوت الدليل على أمر الحقيقة.
198 - أعلموا أن الهياكل قائمة بياهوه، والأجسام متحركة بياسينه والهو والسين طريقان إلى معرفة النقطة الأصلية.
الواحد والكثرة
199 - كنت شتى مقسماً، فصرت واحداً، تقسيمي أحدني، وتوحيدي أفردني.
200 – الله مصدر الموجودات.
الوجد
201 – (الوجد) أن يكون مشاهداً للحق في كل وقت، الوجد، الحرقة، فإن المشاهدة على الدوام، توجب الحرقة على الدوام، لأن العبد يذوب بالمشاهدة ويصير محترقاً.
202 - (الوجد) هو لهيب ينشأ في الأسرار بسرح من الشوق، فتضرب الجوارح هرباً وحزناً عند ذلك الوارد.
203 - الوجد مقرون بالزوال، والمعرفة، ثابتة لاتزول.
204 - لو قطعتني بالبلاء إرباً إرباً ما أزددت إلا حباً حبا.
205 - لو القي مما في قلبي ذرة على جبال الأرض، لذايت وإني لو كنت يوم القيامة، في النار لاحرقت النار، ولو دخلت الجنة لا نهدم بنيانها.
206 - أيها الناس أغيثوني عن الله، فإنه اختطفني مني، وليس يردني علي، ولا أطيق مراعاة تلك الحضرة واخاف والهجران فأكون غائباً محروماً والويل لمن يغيب بعد الحضور ويهجر بعد الوصل.
207 – السنة مستنطقات تحت نطقها مستهلكات وانفس مستعملات تحت استعمالها مستهلكات.
208 - (صاح صيحة وقال) هذه صيحة الجاهل به ومن ود المحب المحق أن لا يعبد ما حد.
209 - أصبحت لو طارت مني شرارة لأحرقت مالكاً وناره.
210 – أيها الناس اسمعوا: إن الله أباح لكم دمي, فاقتلوني اقتلوني تؤجروا وأسترح, ليس في الدنيا للمسلمين شغل أهم من قتلي.
211 – أن تقتل هذه الملعونة ولكني أغريهم على الحق , لأن عندي قتل هذه من الواجبات, وهم إذ تعصبوا لدينهم يؤجرون.
212 - كيف أنت يا(إبراهيم) حين تراني وقد صلبت, وقتلت وأحرقت, وذلك أسعد يوم من أيام عمري جميعه.
213 – حسب الواجد إفراد الواحد له.
الوقت
214 (هل للعارف وقت قال) لا, لأن الوقت فرجة تنفس عن كربه, والمعرفة أمواج تغط وترفع وتحط, فالعارف وقته أسود مظلم.
215 – من أفشى سر الحق إلى الخلق, وأراد أن يحفظ ذلك الوقت عليه أنزل عليه بلاء لايطيقه الكون, وإن لم ينزل عليه بلاء فذلك علامة أخذ الوقت منه.
كيف يعرف قدر من لايقدر قدره سواه؟
تعليقات