حديث الــــــــــروح ....للمفكر الاسلامي الباكستاني /محمـــــــد إقبالْ3 ــ3
كتاب الساقي
(1)
نثر الربيع على الفلا
يده وأطلق عكسره
وتحول الوادي إلى
حانٍ فقام وأسكره
الورد والنسرين يمسك
بالأكف وبالقدود
في صبغة ألوانها من
كل ما خلع الوجود
وشقائق النعمان ترقص
في الوشاح الأحمر
ما بين بسمة أبيض
يرنو وغمزة أسمر
وترى السماء من السرور
تكاد تسقط في الفجاج
وندى النسيم خلال زرقتها
تكسر كالزجاج
وتدفق الدم في الحجر
ومضى يكابد ما هجر
والقُّبَّراتُ تركن في
الأعشاش اغلال الشجر
< < <
آه لهذا الجدول المحزون
يقفز في الوهاد
لايشتكي ضيق الحياة
ولا يملُّ من الجهاد
ينساب يرقد يستقر
يهيج يصخب يلتوي
يروي الجلوس على الضفاف
وبالتمزق يرتدي
وإذا تجمعت الصخور عليه
شتت حزبها
واختار من ثغراتها
درباً ومزق قلبها
يا أيها الساقي فهات من
الكؤوس من الدنان
لا تثخن القلب الجريح
وأنت أجدر بالحنان
هذي الشقائق جوقة
بالسر ترقص في الطريق
دعني أبدد خمرتي
أسفاً على الكأس العتيق
ما كل ما دار السقاة
به تدور به القلوب
أنا أطلب الخمر التي
كانت تشق لها الجيوب
كانت تفيض كآبة
كالورد يذبل في الخدود
فتُسرُّ إشكالاتنا
وتذيع أسرار الخلود
أيها السَّاقي
جلوة الأسرار
عمرنا الباقي
هتك الاستبار
لذة التلحين
ليس في الأوتار
يصرع الشاهين
أصغر الأطيار
< < <
(2)
بدَّلت أنغام الزمان
ونوطه العزف البليد
وتداخلت آلاته
وتمرد النغم الجديد
فرح لِلُّغر الانكليز
وللذي عرى غروره
ولأن ذات السر يعكس من
زجاج الصين نوره
هوذا على مرأي وسمع الكون
يرقص في المرايا
ويجيش في (آلوند)
يلمع في رؤوس الهيملايا
فرح لأن الأرض تلفظ
كل سلطان مهين
وتعلم الشعب المكبل
كيف يأخذ باليمين
فرح لأن الرأسمال ينال
منه جنون طوره
ولأنه كالساحر
المفضوح بعد أداء دوره
هذه السحب جميعاً
هذه البيد العراء
(2)
كنتَ من وجه ملاكٍ
في اندهاش وفناء
فخذ المرآة وأنظر
فيك اسرار القضاء
نظرات ذات مغزى
أطلقت سر البقاء
وشرارات صراخ
يتعالى في السماء
(3)
إن ضوء الشمسِ هذا
من شراراتِك ضاء
عالم أنت جديد
أنت والكون سواء
أنت فردوسك ذات
ما لها قط انتهاء
جسد؟ لا ليس هذا
جسد هذا جزاء
أيها الزهرة فانظر
كيف تمضي في العطاء
(4)
كل أوتارك تبكي
أيها العود الشريد
كل ميراثك حب
فتخير ما تريد
سيد الأسرار في المعبد
من وقت بعيد
تنفق الذات وتبلى
ثم تبدى وتعيد
ثم في غير كثير
تمتطي كل جديد
المرشد والمريد
مع ابن الرومي
إقبال وهو التلميذ الهندي يوجه إلى مرشده أسئلة نجد أجوبتها كاملة مدرجة في كتابه (المثنوي) وهو يوردها بنصها بالفارسية.
قال إقبال لرومي
يا إمام العاشقين
لم يزل يملأ سمعي
ذلك القول المبين
وترُ العود وقشرُ
العودِ والعودُ سجون
عندما تيبَسُ فيه
ييبس اللحن الدفين
عصرنا النشوان هذا
تنتشي منه الظنون
رقصة الأجساد لاتمحو
أسى القلب الحزين
مبدأ العالم يا أستاذ
ما شاؤوا يكون
ليس في قلب حضور
أو بوجدان يقين
كيف يستوعب سراً
ذلك الصدر المهين
ردَّ للصديق ما يروي
عن الوحي الأمين
كيف جرَّته إلى
الأوهام فيثارة طين
رغم ما انفقه للمجد
من كد القرون
قال رومي أيُّ فرق
بين لحن وطنين
إن فنَّ الاستماع الحق
سلطان الفنون
كالعصافير وليس
كلها تأكل تين
قال: طوَّفتُ لأجل العلم
في شرق وغرب
وأنا الآن وحيد
والأسى يملأ قلبي
قال: هذا طبُّ كفِّ
ليس أهلاً لعلاجك
جعلت منكَ مريضاً
في فراش من لجاجك
اسأل الأمَّ علاجاً
من عقاقير الأمان
إن نصف الطب من
علم ونصفاً من حنان
قال يا من شرحت
نظرته ضيق فؤادي!
أملي أفهم ما تفهم
من أمر الجهاد
قال: من سوى لك
الاصنام سوى لك فأسه
وبأحجار الحبيب
يضرب الحاذق كأسه
لا تقل ليت ولولا
ما على همك باسُ
أنت يا هذا الذي يجرح
في الدهر ويأسو
قال: حور الغرب ألقت
فتن الشرق شباكاً
صرعت ذا اللُّب حتى
لاترى فيه حراكاً
قال: يا إقبال ! احذر
ظاهراً يطغى عليكَ
عندما تفركها
الفضة انظر ليديكَ
قال: يا رومي !
وسحر الانكليزي إلامَا
يأخذ الطالبَ لحماً
ثم يرميه عظاما
قال: كالعصفور ان لم
يُكمِلِ الريشَ وطار
هجم القطُّ عليه
ورماه للصِّغار
قال: إن الدين
والقومية اليوم صراعُ
أنت هل تدري بماذا
ينتهي هذا النزاعُ
قال: ما في الليل
للزائف والمحضِ عيار
ودليل الذهب الخالص
إشراق النهار
قال ياشيخ! بماذا
املأ الدرب القصيره
وبأي الأمر أعنى
بعيان أم بصيره
قال: يا إقبال ما هذا
هذا الذي ليس يبينُ
إن تكن تبصر يعني
أنت إنسان مبينُ
يملأ المهجة حق
وحبيب دامغُ
ما عدا ذلك يا
إقبال جوز فازغُ
قال: يا من ملأ الشرق
بما يحيي القلوب
ما الذي يعصف بالشرق
وما داء الشعوب
قال: ما أعرف شعباً
مات إلا مات لما
حسِبَ الأحجار بخوراً
وظن الشَّهد سُّما
قال: ياشيخ ! وهذا
المسلم الضائع كونه
دمه أصبح ثلجاً
عطره غاب ولونُه
قال: يا إقبال
إن الله لا يظلم شعبا
ورجال القلب لا تجرؤ
أن تجرح قلباً
قال: يا أستاذ إن
أن السُّوق والحق أقول
كَسَدَت فالبيع أىُّ البيع
يحظى بالقبول
قال: اذهب واشتر الحيرة
بالعقل الظنين
إنه وهمٌ وظنٌ
وهي حق ويقين
قال: جيراني جميعاً
ندماءٌ للأمير
وأنا فوق حصيري
حاسرُ الرأس فقير
قال:كن خادم حرِّ
قلبه دون حدود
لاتكن في مجلس السلطان
من بعض القرود
إن تكن عبداً لإنسان
له قلب كبير
هو خير من طواف
بين ندمانِ الأمير
قال: يا هذا الذي يسهم
في وَجدِ الكبار
ضعت من قلة علمي
بين جبر واختيار
قال: يا إقبال ! ما الشَّاهين؟
يبدو كالغراب
ريشُه يصبح تاجاً
ريشُ هذا للتراب
يطلب الموتى غراب
ظفره عبء عليه
وترى الشاهين يمضي
أكله صنع يديه
قال: ماذا يأمل الإسلام
من هذا السلوك
ألكي نرضى بفقر
أم إلى طيش الملوك
قال رومي: جنة الإسلام
في ظل السيوف
ليس ما تطلبه الرهبان
من أمن الكهوف
قال: يا استاذ كيف
الخوض في ماء وطين
أين ما يوقظ قلبي
وهو في صدري سجين
قال: لاتشمخ كنعش
فوراء النعش كف
وتواضع كحصان
أينما شاء يخف
قال: يا استاذ! أين
البعث من ضعف يقيني
وأنا أجهل ما أجهل
من أسرار ديني
قال: ما أنت وهذا
أبعث النفس بذاتك
ثم سل نفسك ماذا
إنها درب حياتك
قال: يا استاذ! إن الذات
تمضي في السماء
تحمل الظلمة والنور
على حد سواء
مع هذا غاب عنها
ما يجلِّيه الفراقُ
هي من فقد التجلي
في جحيم لايطاقُ
في ازدهار وانهيار
شأن أرباب الوصول
هي مما افترسته
في جراح لاتزول
قال رومي: ليس إلا
الحب أهلاً للعراك
لكن الموضوع
( من يوقعه بين الشباك)
قال : يا استاذ! قل لي
هل لهذا الشعب حَرقُك
أنت للإسلام شمس
في ضمير الكون شرقك
قال رومي: كل حب
يرعب العصفور نقره
لاتكن برعم ورد
تقصف الأطفال ظهره
كن على حبك فَخَّا
يمنع الحائم طوله
واستر البُّرعم واضرب
قصباً نفسك حوله
قال: يا استاذ ما
التي تملأ جنبك
أنا ما جيئتك إلا
قلت لي قلبك قلبك
هو ذا قلبي بصدري
وأنا حلف طريقي
بين كد وخمول
ملء مرآتي بريقي
قال: يا إقبال لسنا
أهل فقه وأصول
أنا لي مثلك قلب
وكما أنت تقول
إنما القلب سماء
عرشه في مستواها
وله رب حواه
ولها رب خواها
ما لملك القلب
يا إقبال درب تسلكه
منتهي الحكمة أن
تبحث عمن يملكه
قال: يا استاذ! فكري
للسموات دليل
وأنا في الأرض هذي
خائر العزم ذليل
لم نسترشد بالمصلح
لايصلح أهله؟
ولما العارف بالدين
بغير الدين ابله
قال رومي بعدما استرسل
في الكون الكبير
في سماء الله يسري من
من على الأرض يسير
قال: يا استاذ لا ابصر
في الدرب مناراً
أين من يقدح للحكمة
في صدري نار
قال: يوري العلم نار
يابس الخبز الحلال
والذي يأكل كد
الناس يقنيه الضلال
قال: يا استاذ! إن العصر
يستدعي النزال
ولهيب الشعر يخبو
وقده دون اعتزال
قال: يا إقبال لسنا
نقصد العزلة قصدا
عندما الأحباب تأتي
تصبح الخلطة شهدا
بدِّد العزلة واذهب
من قطيع لقطيع
تشتري الناس قراء
ليس من أجل الربيع
قال: أين الهند ضاعت
لا لهيب لاضياء
ورجال القلب فيها
تعساء أشقياء
قال: يا إقبال إهذي
الناس لاتعرف روحا
أجل الدمعة هذي
وكفى اليوم جروحاً
يلفظ الحق بعيداً
جسداً ما فيه قلب
إن رب الناس حي
وهو للأحياء رب
كل ما في الشعر هذا
من صراخ وصياح
ليس ما يدهش أن
يذهب أدراج الرياح
(الحلقات الثلاث عن الجكهورية نت)
(1)
نثر الربيع على الفلا
يده وأطلق عكسره
وتحول الوادي إلى
حانٍ فقام وأسكره
الورد والنسرين يمسك
بالأكف وبالقدود
في صبغة ألوانها من
كل ما خلع الوجود
وشقائق النعمان ترقص
في الوشاح الأحمر
ما بين بسمة أبيض
يرنو وغمزة أسمر
وترى السماء من السرور
تكاد تسقط في الفجاج
وندى النسيم خلال زرقتها
تكسر كالزجاج
وتدفق الدم في الحجر
ومضى يكابد ما هجر
والقُّبَّراتُ تركن في
الأعشاش اغلال الشجر
< < <
آه لهذا الجدول المحزون
يقفز في الوهاد
لايشتكي ضيق الحياة
ولا يملُّ من الجهاد
ينساب يرقد يستقر
يهيج يصخب يلتوي
يروي الجلوس على الضفاف
وبالتمزق يرتدي
وإذا تجمعت الصخور عليه
شتت حزبها
واختار من ثغراتها
درباً ومزق قلبها
يا أيها الساقي فهات من
الكؤوس من الدنان
لا تثخن القلب الجريح
وأنت أجدر بالحنان
هذي الشقائق جوقة
بالسر ترقص في الطريق
دعني أبدد خمرتي
أسفاً على الكأس العتيق
ما كل ما دار السقاة
به تدور به القلوب
أنا أطلب الخمر التي
كانت تشق لها الجيوب
كانت تفيض كآبة
كالورد يذبل في الخدود
فتُسرُّ إشكالاتنا
وتذيع أسرار الخلود
أيها السَّاقي
جلوة الأسرار
عمرنا الباقي
هتك الاستبار
لذة التلحين
ليس في الأوتار
يصرع الشاهين
أصغر الأطيار
< < <
(2)
بدَّلت أنغام الزمان
ونوطه العزف البليد
وتداخلت آلاته
وتمرد النغم الجديد
فرح لِلُّغر الانكليز
وللذي عرى غروره
ولأن ذات السر يعكس من
زجاج الصين نوره
هوذا على مرأي وسمع الكون
يرقص في المرايا
ويجيش في (آلوند)
يلمع في رؤوس الهيملايا
فرح لأن الأرض تلفظ
كل سلطان مهين
وتعلم الشعب المكبل
كيف يأخذ باليمين
فرح لأن الرأسمال ينال
منه جنون طوره
ولأنه كالساحر
المفضوح بعد أداء دوره
هذه السحب جميعاً
هذه البيد العراء
(2)
كنتَ من وجه ملاكٍ
في اندهاش وفناء
فخذ المرآة وأنظر
فيك اسرار القضاء
نظرات ذات مغزى
أطلقت سر البقاء
وشرارات صراخ
يتعالى في السماء
(3)
إن ضوء الشمسِ هذا
من شراراتِك ضاء
عالم أنت جديد
أنت والكون سواء
أنت فردوسك ذات
ما لها قط انتهاء
جسد؟ لا ليس هذا
جسد هذا جزاء
أيها الزهرة فانظر
كيف تمضي في العطاء
(4)
كل أوتارك تبكي
أيها العود الشريد
كل ميراثك حب
فتخير ما تريد
سيد الأسرار في المعبد
من وقت بعيد
تنفق الذات وتبلى
ثم تبدى وتعيد
ثم في غير كثير
تمتطي كل جديد
المرشد والمريد
مع ابن الرومي
إقبال وهو التلميذ الهندي يوجه إلى مرشده أسئلة نجد أجوبتها كاملة مدرجة في كتابه (المثنوي) وهو يوردها بنصها بالفارسية.
قال إقبال لرومي
يا إمام العاشقين
لم يزل يملأ سمعي
ذلك القول المبين
وترُ العود وقشرُ
العودِ والعودُ سجون
عندما تيبَسُ فيه
ييبس اللحن الدفين
عصرنا النشوان هذا
تنتشي منه الظنون
رقصة الأجساد لاتمحو
أسى القلب الحزين
مبدأ العالم يا أستاذ
ما شاؤوا يكون
ليس في قلب حضور
أو بوجدان يقين
كيف يستوعب سراً
ذلك الصدر المهين
ردَّ للصديق ما يروي
عن الوحي الأمين
كيف جرَّته إلى
الأوهام فيثارة طين
رغم ما انفقه للمجد
من كد القرون
قال رومي أيُّ فرق
بين لحن وطنين
إن فنَّ الاستماع الحق
سلطان الفنون
كالعصافير وليس
كلها تأكل تين
قال: طوَّفتُ لأجل العلم
في شرق وغرب
وأنا الآن وحيد
والأسى يملأ قلبي
قال: هذا طبُّ كفِّ
ليس أهلاً لعلاجك
جعلت منكَ مريضاً
في فراش من لجاجك
اسأل الأمَّ علاجاً
من عقاقير الأمان
إن نصف الطب من
علم ونصفاً من حنان
قال يا من شرحت
نظرته ضيق فؤادي!
أملي أفهم ما تفهم
من أمر الجهاد
قال: من سوى لك
الاصنام سوى لك فأسه
وبأحجار الحبيب
يضرب الحاذق كأسه
لا تقل ليت ولولا
ما على همك باسُ
أنت يا هذا الذي يجرح
في الدهر ويأسو
قال: حور الغرب ألقت
فتن الشرق شباكاً
صرعت ذا اللُّب حتى
لاترى فيه حراكاً
قال: يا إقبال ! احذر
ظاهراً يطغى عليكَ
عندما تفركها
الفضة انظر ليديكَ
قال: يا رومي !
وسحر الانكليزي إلامَا
يأخذ الطالبَ لحماً
ثم يرميه عظاما
قال: كالعصفور ان لم
يُكمِلِ الريشَ وطار
هجم القطُّ عليه
ورماه للصِّغار
قال: إن الدين
والقومية اليوم صراعُ
أنت هل تدري بماذا
ينتهي هذا النزاعُ
قال: ما في الليل
للزائف والمحضِ عيار
ودليل الذهب الخالص
إشراق النهار
قال ياشيخ! بماذا
املأ الدرب القصيره
وبأي الأمر أعنى
بعيان أم بصيره
قال: يا إقبال ما هذا
هذا الذي ليس يبينُ
إن تكن تبصر يعني
أنت إنسان مبينُ
يملأ المهجة حق
وحبيب دامغُ
ما عدا ذلك يا
إقبال جوز فازغُ
قال: يا من ملأ الشرق
بما يحيي القلوب
ما الذي يعصف بالشرق
وما داء الشعوب
قال: ما أعرف شعباً
مات إلا مات لما
حسِبَ الأحجار بخوراً
وظن الشَّهد سُّما
قال: ياشيخ ! وهذا
المسلم الضائع كونه
دمه أصبح ثلجاً
عطره غاب ولونُه
قال: يا إقبال
إن الله لا يظلم شعبا
ورجال القلب لا تجرؤ
أن تجرح قلباً
قال: يا أستاذ إن
أن السُّوق والحق أقول
كَسَدَت فالبيع أىُّ البيع
يحظى بالقبول
قال: اذهب واشتر الحيرة
بالعقل الظنين
إنه وهمٌ وظنٌ
وهي حق ويقين
قال: جيراني جميعاً
ندماءٌ للأمير
وأنا فوق حصيري
حاسرُ الرأس فقير
قال:كن خادم حرِّ
قلبه دون حدود
لاتكن في مجلس السلطان
من بعض القرود
إن تكن عبداً لإنسان
له قلب كبير
هو خير من طواف
بين ندمانِ الأمير
قال: يا هذا الذي يسهم
في وَجدِ الكبار
ضعت من قلة علمي
بين جبر واختيار
قال: يا إقبال ! ما الشَّاهين؟
يبدو كالغراب
ريشُه يصبح تاجاً
ريشُ هذا للتراب
يطلب الموتى غراب
ظفره عبء عليه
وترى الشاهين يمضي
أكله صنع يديه
قال: ماذا يأمل الإسلام
من هذا السلوك
ألكي نرضى بفقر
أم إلى طيش الملوك
قال رومي: جنة الإسلام
في ظل السيوف
ليس ما تطلبه الرهبان
من أمن الكهوف
قال: يا استاذ كيف
الخوض في ماء وطين
أين ما يوقظ قلبي
وهو في صدري سجين
قال: لاتشمخ كنعش
فوراء النعش كف
وتواضع كحصان
أينما شاء يخف
قال: يا استاذ! أين
البعث من ضعف يقيني
وأنا أجهل ما أجهل
من أسرار ديني
قال: ما أنت وهذا
أبعث النفس بذاتك
ثم سل نفسك ماذا
إنها درب حياتك
قال: يا استاذ! إن الذات
تمضي في السماء
تحمل الظلمة والنور
على حد سواء
مع هذا غاب عنها
ما يجلِّيه الفراقُ
هي من فقد التجلي
في جحيم لايطاقُ
في ازدهار وانهيار
شأن أرباب الوصول
هي مما افترسته
في جراح لاتزول
قال رومي: ليس إلا
الحب أهلاً للعراك
لكن الموضوع
( من يوقعه بين الشباك)
قال : يا استاذ! قل لي
هل لهذا الشعب حَرقُك
أنت للإسلام شمس
في ضمير الكون شرقك
قال رومي: كل حب
يرعب العصفور نقره
لاتكن برعم ورد
تقصف الأطفال ظهره
كن على حبك فَخَّا
يمنع الحائم طوله
واستر البُّرعم واضرب
قصباً نفسك حوله
قال: يا استاذ ما
التي تملأ جنبك
أنا ما جيئتك إلا
قلت لي قلبك قلبك
هو ذا قلبي بصدري
وأنا حلف طريقي
بين كد وخمول
ملء مرآتي بريقي
قال: يا إقبال لسنا
أهل فقه وأصول
أنا لي مثلك قلب
وكما أنت تقول
إنما القلب سماء
عرشه في مستواها
وله رب حواه
ولها رب خواها
ما لملك القلب
يا إقبال درب تسلكه
منتهي الحكمة أن
تبحث عمن يملكه
قال: يا استاذ! فكري
للسموات دليل
وأنا في الأرض هذي
خائر العزم ذليل
لم نسترشد بالمصلح
لايصلح أهله؟
ولما العارف بالدين
بغير الدين ابله
قال رومي بعدما استرسل
في الكون الكبير
في سماء الله يسري من
من على الأرض يسير
قال: يا استاذ لا ابصر
في الدرب مناراً
أين من يقدح للحكمة
في صدري نار
قال: يوري العلم نار
يابس الخبز الحلال
والذي يأكل كد
الناس يقنيه الضلال
قال: يا استاذ! إن العصر
يستدعي النزال
ولهيب الشعر يخبو
وقده دون اعتزال
قال: يا إقبال لسنا
نقصد العزلة قصدا
عندما الأحباب تأتي
تصبح الخلطة شهدا
بدِّد العزلة واذهب
من قطيع لقطيع
تشتري الناس قراء
ليس من أجل الربيع
قال: أين الهند ضاعت
لا لهيب لاضياء
ورجال القلب فيها
تعساء أشقياء
قال: يا إقبال إهذي
الناس لاتعرف روحا
أجل الدمعة هذي
وكفى اليوم جروحاً
يلفظ الحق بعيداً
جسداً ما فيه قلب
إن رب الناس حي
وهو للأحياء رب
كل ما في الشعر هذا
من صراخ وصياح
ليس ما يدهش أن
يذهب أدراج الرياح
(الحلقات الثلاث عن الجكهورية نت)
تعليقات