حديث الــــــــــروح ....للمفكر الاسلامي الباكستاني /محمـــــــد إقبالْ2ـ3
النشيد الإسلامي
الصين لنـا والعُـرْبُ لنـا
والهنـد لنـا والكـلُّ لنـا
أضحى الإسلام لنـا دينـاً
وجميع الكون لنـا وطنـا
توحيـد الله لـنـا نــورٌ
أعددنا الـرُّوح له سكنـا
الكون يـزول ولا تُمْحـى
في الدهر صحائف سؤددِنا
بُنيت في الأرض معابدهـا
والبـيـت الأول كعبتـنـا
هـو أول بيـت نحفـظـه
بحيـاة الـرُّوح ويحفظنـا
في ظـلّ السيـف تربينـا
وبنينا الـعـزّ لدولتـنـا
عَلمُ الإسـلام علـى الأيّـام
شعـار المجـد لِملّتـنـا
بهلال النصر يضيءُ لنـا
ويُمثِّـل خنجـر سطوتنـا
وأذان المسلـم كـان لــه
في الغربِ صدىً من هِمّتنا
قولوا لسمـاء الكـون لقـد
طاولنـا النجـم برفعتـنـا
يا دهر لقد جرّبـت علـى
نيـران الشّـدَّة عزْمتـنـا
طوفان الباطل لـم يُغـرِق
في الخوْف سفينـة قوّتنـا
يـا ظـلّ حدائـق أندلـس
أنسيـت مغانـيَ عشرتنـا
وعلـى أغصانـك أوكـارٌ
عمـرت بطلائـع نشأتنـا
يا دجلة هل سجّلـت علـى
شطّيـكَ مآثـر عزتـنـا
أمواجـك تـروي للدنيـا
وتُعيـد جواهـر سيرتنـا
يا أرض النور من الحرميْـن
ويامـيـلاد شريعتـنـا
روْضُ الإسـلام ودوحتـه
في أرضكِ روّاهـا دمُنـا
ومحمّد كان أميـرَ الـركبِ
يقود الفـوز لنُصرتنـا
إنّ اسـم محمـدٍ الـهـادي
روح الآمـال لنهضتـنـا
دوّت أنشـودة “إقبال”
جرساً يحدو فيه الزَّمنا
ليعيد قوافـلنا الأولى
في المجد ويبعث أمّتنـا
< < <
الوقت سيف
نضَّر اللَّه تراب الشافعي
سحر الألباب هذا الألمعي
فكره قد صاد نجماً لامعاً
حين سمَّى الوقت سيفاً قاطعا
فات خوفاً ورجاءً صاحبُه
كفه كفُّ كليمٍ ضاربُه
تغدق الصخرةُ من ضربته
ويَغيض البحر من صولته
كان هذا السَّيف في كفٍّ الكَليم
فشأ التدبير بالعزم الصَّميم
شق صدر البحر لمع القبَس
صير القلزم مثل اليبس
وبهذا السيف يوم الخطر
زلرلت خيبر كفُّ الحيدر
< < <
ممكن إبصار دور الفلك
وتوالي نوره والحلكِ
يا أسير اليوم والأمس انظرا
انظرن في القلب كونا سُتِرا
أنتَ في النفس بذرت الباطلا
وحسبت الوقت خطّاً طائلاً
وذرعت الوقت طولا للشقاء
بذراع من صباح ومساء
وجعلت الخيطُّ زنَّارا لكا
صرت للأصنام نّدا ويلكا
صرت يا إكسيرُ تُرباً سافلا
يا وليد الحق صرت الباطلا
اقطع الزنار حرّا لا تهُن
شمعة في محفل الأحرار كن ْ
إيه يا غافل عن أصل الزمان
كيف تدري ما خلود الحيوان
يا أسير الصبح والمسى اعقلن
«لي مع الله» بها الوقت اعرفنْ
كل ما يظهر من تسياره
والحياة السرُّ من أسراره
ما من الشمس أراه يوجَد
إنها تفنى وهذا يخلُد
وبه الشمس أضاءت والقمر
وبه في العيش ما ساء وسر
قد بسطت الوقت بسطا كالمكان
وفرقت اليوم من أمس الزمان
يا شذاً قد فرَّ من بستانه
وحبيسَ السجن من بنيانه
وقتنا بين الحنايا سافر
ليس فيه أوَّل أو آخر
الحياة الدهر يا من عرفا
«لا تسبوا الدهر» قول المصطفى
< < <
نكتة كالدر خذها رائقة
بين حر ورقيق فارقه
حيرة العبد مسير الزمن
حيرة الأزمان قلب المؤمن
ينسج العبد عليه كفنا
من صباح ومساء مذعنا
وترى الحرَّ من الطين نجا
نفسه حول الليالي نسجا
قفص العبد صباح ومساء
يُحرَم التحليق في جو السماء
وبصدر الحر ثار النفس
طائر الأيام فيه يحبس
فطرة العبد حصول الحاصل
ليس في تفكيره من طائل
في مقام من همود راكد
نوحه ليلا وصبحا واحد
ومن الحر جديد الخلقة
كل حين وحديث النغمة
قيد العبد صباح ومساء
وثوى في فمه لفظ القضاء
وأرى الحر مشيرا للقدر
صورت كفاه أحداث الدهر
عنده الماضي التقى والقابل
عاجل بين يديه الآجل
< < <
ضاق عن معنايَ حرف وصدى
عجز الإدراك في هذا المدى
قلت واللفظ من المعنى خَجِل
وشكا المعنى من اللفظ المحِل
مات معنى في حروف يُحبَسُ
ناره يُخمدُ منك النفَسُ
سرُّ غيب وحضور في القلوب
رمز وقت ومرور في القلوب
إن للوقت لَلَحنا صامتا
وله في القلب سرّا خافتا
أين أيام بها سيف الدهَر
صرَّفته في أيادينا القدر
قد غرسنا الدِّين في أرض القلوب
وجلونا الحق من ستر الغيوب
ومن الدُّنيا حللنا العقدا
واستنار التُّرب منّا سَجَّدا
من دنان الحق صرفنا الرَّحيق
وهدمنا حانة العصر العتيق
يا مدير الراح في أضوائها
ومذيب الكأس من لألائها
من غرور واختيال تسكر
ومن الفقر لدينا تسخر
كأسنا كانت سراجَ المحفِل
صدرنا كان لقلب مُشعَلِ
إن هذا العصر من آثارنا
من عجَاج ٍثار في تسيارنا
روضة الحق ارتوت من دمنا
عزَّ أهلُ الحق في الدنيا بنا
كبَّر العالم من تكبيرنا
كَعَبات شاد من تعميرنا
«اقرأ» الحق لنا قد علما
بيدينا رزقه قد قسَّما
لا تهوِّن قدر حرٍّ أُعدِمَا
أن ترى التَّاج مضى والخاتما
إن نكن عندك أصحاب الخسار
قدماء الفكر أحلاف الصَّغار
فلدينا عزة من « لا إله»
نحن للكونين حراس أباه
قد تركنا غم أمس وغد
ووفينا لحبيب أوحَدِ
نحن ورّاثُ هداةُ للبشر
نحن عند الحق سرُّ مدَّخر
لا تزال الشمس تُبدي نورنا
غيمُنا فيه بروقٌ وسنا
ذاتنا المرآة للحق اعلَمِ
آية الحق وجود المسلمِ
دعاء
أنـت فـي الـكـون كروح مُستسِر
روحـنـا أنـت ، ومـنـا تـَستتر
مـنـك فـيـه نـغـمة عُودُ الحياه
فـي هـواك ، الموت محسودُ الحياه
عُـدْ فـسـكّـنْ ذي الـقـلوب البائسه
عـد فـعـمّـر ذي الصدور اليائسه
عُـدْ فـكـلِّـفـنـا الـفعال الماجدا
ألـهـبـنّ الـعـشـق فينا الخامدا
إنـنـا نـشـكـو تصاريف القضاء
أنت تُغلي السِّعر والأيدي خَلاء
عن فقير لا تحجِّب ذا الجمال
عشقَ سلمان امنحنَّا وبلال
عــيـنَ سُـهـد لـفـؤادٍ قـلـقِ
امـنـحـنّـا واضـطراب الزئبقِ
آيـة أَظـهِـر مـن الآي الـمبين
لـنـرى أعـناق قوم خاضعين
أَظـهِـر الـبـركـان من أعوادنا
وامـح غـيـر الله فـي نـيـراننا
كـَفُّـنـا ألـقـت بـخـيط الوحدة
كـم تـرى في أمـرنا من عقدة ؟
قـد مـضـيـنـا كـنـجوم حائرة
إخــوة لــكـن وجـوه نـافـره
انـظـمـن فـي السِّلك هذا الورقا
جـدِّدن سـنـة حـبّ أخـلقا
ابـعـثـنَّـا مـثـل مـا كـنَّا لكا
ائـتـمـن فـيـمـا تـرى أحبابكا
مـنـزل الـتـسـلـيم أبلغ ركبنا
عـزم إبـراهـيـم يـسِّـره لـنا
عـلـمـنَّ الـعشق من أفعال “ لا “
رمـز إلا الله عـلّـم غـافـلا
< < <
أنـا كـالـشـمـع لـغيري أحرقُ
وبـدمـعـي كـل حـفـلٍ يَشرقُ
ربِّ ! هـذا الـدمع نور في القلوبْ
ذو هـيـاج واضـطـراب ونحيبْ
أبـذر الـدمـع فـتـنـمـو شُعلُ
نـار شِقْر الرَّوض منها تنصل
أمـسِ فـي قـلـبي ، وعيناي الغدُ
أنـا فـي الـجـمع فريدٌ موحد
“ ظـن كـلٌّ أنـنـي نـعم السمير
ليس يدري أيُّ سرِّ في الضمير”
أيـن يـا ربـاه فـي الـدنيا النديم
نـخـل سـيـناء أنا ، أين الكليم؟
ظـالـم نـفـسـي فـكـم عنّيتها
شـُعـلاً فـي صـدرهـا أذكـيتها
شُـعـلاً لـلـحـس تـذرو مـا به
وتـشـبُّ الـنـار في أثوابه
وبـهـا الـعـقـل جـنـوناً علّما
وبـهـا أُحـرِق مـا قد عُلما
قـد عـلت من حرِّها شمس السماء
حـولـهـا للبرق طوف في الفضاء
كـل عـرق فـيّ نـاراً يـقـطر
شـُعـلاً يـنـبـت فـيَّ الـشَـعَرُ
بـلـبـلـي يـلـفـط هذا الشررا
فـتـراه نـغـمـاً مـسـتـعـرا
صَـدٌر عـصـري مـا بقلبٍ يؤهل
نَـوْحُ قيسٍ حين يخلو المحمِل
يـخـفـق الـشـمـع وحيداً ويله
فـي فـراش لا يرى أهلاً له
كـم أرجّـي مـسعداً لي في البشر
ونـجـيـاً كـم أرجـي في الدهر
< < <
يـا مـن الأنـجـم مـنه تستنير !
أرجـعـن نارك من روحي الكسير
اسـلُـبَـنَ نـفـسـي مـا أودعتها
عـطِّـلَـن مـن نـورهـا مرآتها
أو فـهـب لـي وجـه خِـلّ لـبقِ
هـو مـرآة لـعـشـق مـحـرقِ
< < <
يـخـفـق الموج بموج في العباب
لا يـسـيـر الموج إلا في صحاب
ومـع الـكـوكـبِ يسري الكوكبُ
وعـلـى الأقـمـار يـحنو الغيهبُ
ومــع الــلـيـل نـهـار أبـدا
ومـسـيـر الـيـوم يـقـتاد غدا
نـهـراً ، أبـصـرُ، يفنى في نهَر
ونـسـيم الروض في عرف الزَّهر
رُب حــانٍ آهـل مـن شـَربـه
راقـصَ الـمـجـنـونَ مجنوناً به
أنـت يـا واحـد لا شـبـهَ لـكـا
عـالـمـاً أنـشـأتـه مـن أجلكا
وأنـا مـثـل شـقـيـقـات الفلا
مـفردٌ ، في بُهرة الجمع خلا
هـب نـجـيَّـاً يـا ولـيَّ الـنعمة
مَـحـرمـاً يـدرك مـا في فطرتي
هـب نـجـيَّـاً لـَقِـنـاً ذا جـنَّة
لـيـس بـالدُّنيا له من صلة
روحــه أوِدع مــن أنَّاتيه
وأرى فـي قـلـبـه مـرآتـيـَه
وأسـوِّيـه بـطـيني محكمـا
وأُرى آزرهَ والصـنمـا
الأرض لله
الحب ذو العصف والريحان يُنبِتُه
من ظلمة الطين ربُّ الحبِّ والطينِ
والغيم من لُجَجِ الأمواج يـرفعه
إلى السماوات سلطان السلاطينِ
يسوق للزهر أنساما تهيِّجُها
فيطلق الزهر أنغام البساتــينِ
للشمس من نوره طوق يزيــنها
وللنَّدى نسب من حوره العينِ
فقل لصاحب تاج يدعـــيه له
أفــقْ فإنك مسكين المساكينِ
مالي ومالك من هذا التراب سوى
ضجيجٍ حين نولي عنه في حين
الأرض لله يعطيها أحبته
والحُبُّ عاقبة الغُدِّ الميامين
نصيحة
قال للبازِ الفتى نَسْرٌ عجوز
أنت في الجوء كما شئت تجوز
لي رموز كنت قد حصلتها
من شبابي فاغتنم هذي الرموز
لاتقل أصلي وفصلي أبداً
قيمة الشَّاهين في أخلاقه
إنما الشاهين من يَحَرُقه
دمُه الشخصي في أعماقه
قسوة التدريب روح السؤدد
لاتضيعه سدى هذا الكلام
سترى قيمته يا ولدي!
حين تنقضُّ على فرخ الحمام
ما أرينا فرحة أمتع من
فرحة المنقض من أفق السماء
فرحٌ والله لايعدله
فرح ,حتى ولا سفك الدماء!
رسالة إلى شاب
سجادك العجمي هذا والأثاث الانجليزي
ماذا يفيدك ياعزيزي!
ماذا تفيدك ثروة حصَّلتها في مثل أبهة الملوك بذلتها
أبكي لأجلك ياعزيزي!
هل ذقت يوماً غبطة الإيمان أو بأس حيدر أو رضا سلمان
ارحم شبابك ياعزيزي!
سلع الحضارة لاتقاس بذاتكا اتظنها ثمناً لكل حياتكا
أخطأت جدا يا عزيزي!
المؤمن الصديق سيد ساعته ورقي عالمه رقي قناعته
فاعرف مكانك ياعزيزي!
لو دب روح النسر في قلب الشباب لم يبحثوا عن سرهم بين التراث
إياك تيأس ياعزيزي!
باليأسِ معرفة الفتى تغتاله وبصيرته والمؤمنُ الصديق برهانُ الإله سريرتُه
فاربأ بنفسِك يا عزيزي !
يا أيها الشاهين عشك ليس في قصر الملوك لو كنت شاهين الجبال حقيقة ما أمسكوك
فأرجع لعشك ياعزيزي!
الصين لنـا والعُـرْبُ لنـا
والهنـد لنـا والكـلُّ لنـا
أضحى الإسلام لنـا دينـاً
وجميع الكون لنـا وطنـا
توحيـد الله لـنـا نــورٌ
أعددنا الـرُّوح له سكنـا
الكون يـزول ولا تُمْحـى
في الدهر صحائف سؤددِنا
بُنيت في الأرض معابدهـا
والبـيـت الأول كعبتـنـا
هـو أول بيـت نحفـظـه
بحيـاة الـرُّوح ويحفظنـا
في ظـلّ السيـف تربينـا
وبنينا الـعـزّ لدولتـنـا
عَلمُ الإسـلام علـى الأيّـام
شعـار المجـد لِملّتـنـا
بهلال النصر يضيءُ لنـا
ويُمثِّـل خنجـر سطوتنـا
وأذان المسلـم كـان لــه
في الغربِ صدىً من هِمّتنا
قولوا لسمـاء الكـون لقـد
طاولنـا النجـم برفعتـنـا
يا دهر لقد جرّبـت علـى
نيـران الشّـدَّة عزْمتـنـا
طوفان الباطل لـم يُغـرِق
في الخوْف سفينـة قوّتنـا
يـا ظـلّ حدائـق أندلـس
أنسيـت مغانـيَ عشرتنـا
وعلـى أغصانـك أوكـارٌ
عمـرت بطلائـع نشأتنـا
يا دجلة هل سجّلـت علـى
شطّيـكَ مآثـر عزتـنـا
أمواجـك تـروي للدنيـا
وتُعيـد جواهـر سيرتنـا
يا أرض النور من الحرميْـن
ويامـيـلاد شريعتـنـا
روْضُ الإسـلام ودوحتـه
في أرضكِ روّاهـا دمُنـا
ومحمّد كان أميـرَ الـركبِ
يقود الفـوز لنُصرتنـا
إنّ اسـم محمـدٍ الـهـادي
روح الآمـال لنهضتـنـا
دوّت أنشـودة “إقبال”
جرساً يحدو فيه الزَّمنا
ليعيد قوافـلنا الأولى
في المجد ويبعث أمّتنـا
< < <
الوقت سيف
نضَّر اللَّه تراب الشافعي
سحر الألباب هذا الألمعي
فكره قد صاد نجماً لامعاً
حين سمَّى الوقت سيفاً قاطعا
فات خوفاً ورجاءً صاحبُه
كفه كفُّ كليمٍ ضاربُه
تغدق الصخرةُ من ضربته
ويَغيض البحر من صولته
كان هذا السَّيف في كفٍّ الكَليم
فشأ التدبير بالعزم الصَّميم
شق صدر البحر لمع القبَس
صير القلزم مثل اليبس
وبهذا السيف يوم الخطر
زلرلت خيبر كفُّ الحيدر
< < <
ممكن إبصار دور الفلك
وتوالي نوره والحلكِ
يا أسير اليوم والأمس انظرا
انظرن في القلب كونا سُتِرا
أنتَ في النفس بذرت الباطلا
وحسبت الوقت خطّاً طائلاً
وذرعت الوقت طولا للشقاء
بذراع من صباح ومساء
وجعلت الخيطُّ زنَّارا لكا
صرت للأصنام نّدا ويلكا
صرت يا إكسيرُ تُرباً سافلا
يا وليد الحق صرت الباطلا
اقطع الزنار حرّا لا تهُن
شمعة في محفل الأحرار كن ْ
إيه يا غافل عن أصل الزمان
كيف تدري ما خلود الحيوان
يا أسير الصبح والمسى اعقلن
«لي مع الله» بها الوقت اعرفنْ
كل ما يظهر من تسياره
والحياة السرُّ من أسراره
ما من الشمس أراه يوجَد
إنها تفنى وهذا يخلُد
وبه الشمس أضاءت والقمر
وبه في العيش ما ساء وسر
قد بسطت الوقت بسطا كالمكان
وفرقت اليوم من أمس الزمان
يا شذاً قد فرَّ من بستانه
وحبيسَ السجن من بنيانه
وقتنا بين الحنايا سافر
ليس فيه أوَّل أو آخر
الحياة الدهر يا من عرفا
«لا تسبوا الدهر» قول المصطفى
< < <
نكتة كالدر خذها رائقة
بين حر ورقيق فارقه
حيرة العبد مسير الزمن
حيرة الأزمان قلب المؤمن
ينسج العبد عليه كفنا
من صباح ومساء مذعنا
وترى الحرَّ من الطين نجا
نفسه حول الليالي نسجا
قفص العبد صباح ومساء
يُحرَم التحليق في جو السماء
وبصدر الحر ثار النفس
طائر الأيام فيه يحبس
فطرة العبد حصول الحاصل
ليس في تفكيره من طائل
في مقام من همود راكد
نوحه ليلا وصبحا واحد
ومن الحر جديد الخلقة
كل حين وحديث النغمة
قيد العبد صباح ومساء
وثوى في فمه لفظ القضاء
وأرى الحر مشيرا للقدر
صورت كفاه أحداث الدهر
عنده الماضي التقى والقابل
عاجل بين يديه الآجل
< < <
ضاق عن معنايَ حرف وصدى
عجز الإدراك في هذا المدى
قلت واللفظ من المعنى خَجِل
وشكا المعنى من اللفظ المحِل
مات معنى في حروف يُحبَسُ
ناره يُخمدُ منك النفَسُ
سرُّ غيب وحضور في القلوب
رمز وقت ومرور في القلوب
إن للوقت لَلَحنا صامتا
وله في القلب سرّا خافتا
أين أيام بها سيف الدهَر
صرَّفته في أيادينا القدر
قد غرسنا الدِّين في أرض القلوب
وجلونا الحق من ستر الغيوب
ومن الدُّنيا حللنا العقدا
واستنار التُّرب منّا سَجَّدا
من دنان الحق صرفنا الرَّحيق
وهدمنا حانة العصر العتيق
يا مدير الراح في أضوائها
ومذيب الكأس من لألائها
من غرور واختيال تسكر
ومن الفقر لدينا تسخر
كأسنا كانت سراجَ المحفِل
صدرنا كان لقلب مُشعَلِ
إن هذا العصر من آثارنا
من عجَاج ٍثار في تسيارنا
روضة الحق ارتوت من دمنا
عزَّ أهلُ الحق في الدنيا بنا
كبَّر العالم من تكبيرنا
كَعَبات شاد من تعميرنا
«اقرأ» الحق لنا قد علما
بيدينا رزقه قد قسَّما
لا تهوِّن قدر حرٍّ أُعدِمَا
أن ترى التَّاج مضى والخاتما
إن نكن عندك أصحاب الخسار
قدماء الفكر أحلاف الصَّغار
فلدينا عزة من « لا إله»
نحن للكونين حراس أباه
قد تركنا غم أمس وغد
ووفينا لحبيب أوحَدِ
نحن ورّاثُ هداةُ للبشر
نحن عند الحق سرُّ مدَّخر
لا تزال الشمس تُبدي نورنا
غيمُنا فيه بروقٌ وسنا
ذاتنا المرآة للحق اعلَمِ
آية الحق وجود المسلمِ
دعاء
أنـت فـي الـكـون كروح مُستسِر
روحـنـا أنـت ، ومـنـا تـَستتر
مـنـك فـيـه نـغـمة عُودُ الحياه
فـي هـواك ، الموت محسودُ الحياه
عُـدْ فـسـكّـنْ ذي الـقـلوب البائسه
عـد فـعـمّـر ذي الصدور اليائسه
عُـدْ فـكـلِّـفـنـا الـفعال الماجدا
ألـهـبـنّ الـعـشـق فينا الخامدا
إنـنـا نـشـكـو تصاريف القضاء
أنت تُغلي السِّعر والأيدي خَلاء
عن فقير لا تحجِّب ذا الجمال
عشقَ سلمان امنحنَّا وبلال
عــيـنَ سُـهـد لـفـؤادٍ قـلـقِ
امـنـحـنّـا واضـطراب الزئبقِ
آيـة أَظـهِـر مـن الآي الـمبين
لـنـرى أعـناق قوم خاضعين
أَظـهِـر الـبـركـان من أعوادنا
وامـح غـيـر الله فـي نـيـراننا
كـَفُّـنـا ألـقـت بـخـيط الوحدة
كـم تـرى في أمـرنا من عقدة ؟
قـد مـضـيـنـا كـنـجوم حائرة
إخــوة لــكـن وجـوه نـافـره
انـظـمـن فـي السِّلك هذا الورقا
جـدِّدن سـنـة حـبّ أخـلقا
ابـعـثـنَّـا مـثـل مـا كـنَّا لكا
ائـتـمـن فـيـمـا تـرى أحبابكا
مـنـزل الـتـسـلـيم أبلغ ركبنا
عـزم إبـراهـيـم يـسِّـره لـنا
عـلـمـنَّ الـعشق من أفعال “ لا “
رمـز إلا الله عـلّـم غـافـلا
< < <
أنـا كـالـشـمـع لـغيري أحرقُ
وبـدمـعـي كـل حـفـلٍ يَشرقُ
ربِّ ! هـذا الـدمع نور في القلوبْ
ذو هـيـاج واضـطـراب ونحيبْ
أبـذر الـدمـع فـتـنـمـو شُعلُ
نـار شِقْر الرَّوض منها تنصل
أمـسِ فـي قـلـبي ، وعيناي الغدُ
أنـا فـي الـجـمع فريدٌ موحد
“ ظـن كـلٌّ أنـنـي نـعم السمير
ليس يدري أيُّ سرِّ في الضمير”
أيـن يـا ربـاه فـي الـدنيا النديم
نـخـل سـيـناء أنا ، أين الكليم؟
ظـالـم نـفـسـي فـكـم عنّيتها
شـُعـلاً فـي صـدرهـا أذكـيتها
شُـعـلاً لـلـحـس تـذرو مـا به
وتـشـبُّ الـنـار في أثوابه
وبـهـا الـعـقـل جـنـوناً علّما
وبـهـا أُحـرِق مـا قد عُلما
قـد عـلت من حرِّها شمس السماء
حـولـهـا للبرق طوف في الفضاء
كـل عـرق فـيّ نـاراً يـقـطر
شـُعـلاً يـنـبـت فـيَّ الـشَـعَرُ
بـلـبـلـي يـلـفـط هذا الشررا
فـتـراه نـغـمـاً مـسـتـعـرا
صَـدٌر عـصـري مـا بقلبٍ يؤهل
نَـوْحُ قيسٍ حين يخلو المحمِل
يـخـفـق الـشـمـع وحيداً ويله
فـي فـراش لا يرى أهلاً له
كـم أرجّـي مـسعداً لي في البشر
ونـجـيـاً كـم أرجـي في الدهر
< < <
يـا مـن الأنـجـم مـنه تستنير !
أرجـعـن نارك من روحي الكسير
اسـلُـبَـنَ نـفـسـي مـا أودعتها
عـطِّـلَـن مـن نـورهـا مرآتها
أو فـهـب لـي وجـه خِـلّ لـبقِ
هـو مـرآة لـعـشـق مـحـرقِ
< < <
يـخـفـق الموج بموج في العباب
لا يـسـيـر الموج إلا في صحاب
ومـع الـكـوكـبِ يسري الكوكبُ
وعـلـى الأقـمـار يـحنو الغيهبُ
ومــع الــلـيـل نـهـار أبـدا
ومـسـيـر الـيـوم يـقـتاد غدا
نـهـراً ، أبـصـرُ، يفنى في نهَر
ونـسـيم الروض في عرف الزَّهر
رُب حــانٍ آهـل مـن شـَربـه
راقـصَ الـمـجـنـونَ مجنوناً به
أنـت يـا واحـد لا شـبـهَ لـكـا
عـالـمـاً أنـشـأتـه مـن أجلكا
وأنـا مـثـل شـقـيـقـات الفلا
مـفردٌ ، في بُهرة الجمع خلا
هـب نـجـيَّـاً يـا ولـيَّ الـنعمة
مَـحـرمـاً يـدرك مـا في فطرتي
هـب نـجـيَّـاً لـَقِـنـاً ذا جـنَّة
لـيـس بـالدُّنيا له من صلة
روحــه أوِدع مــن أنَّاتيه
وأرى فـي قـلـبـه مـرآتـيـَه
وأسـوِّيـه بـطـيني محكمـا
وأُرى آزرهَ والصـنمـا
الأرض لله
الحب ذو العصف والريحان يُنبِتُه
من ظلمة الطين ربُّ الحبِّ والطينِ
والغيم من لُجَجِ الأمواج يـرفعه
إلى السماوات سلطان السلاطينِ
يسوق للزهر أنساما تهيِّجُها
فيطلق الزهر أنغام البساتــينِ
للشمس من نوره طوق يزيــنها
وللنَّدى نسب من حوره العينِ
فقل لصاحب تاج يدعـــيه له
أفــقْ فإنك مسكين المساكينِ
مالي ومالك من هذا التراب سوى
ضجيجٍ حين نولي عنه في حين
الأرض لله يعطيها أحبته
والحُبُّ عاقبة الغُدِّ الميامين
نصيحة
قال للبازِ الفتى نَسْرٌ عجوز
أنت في الجوء كما شئت تجوز
لي رموز كنت قد حصلتها
من شبابي فاغتنم هذي الرموز
لاتقل أصلي وفصلي أبداً
قيمة الشَّاهين في أخلاقه
إنما الشاهين من يَحَرُقه
دمُه الشخصي في أعماقه
قسوة التدريب روح السؤدد
لاتضيعه سدى هذا الكلام
سترى قيمته يا ولدي!
حين تنقضُّ على فرخ الحمام
ما أرينا فرحة أمتع من
فرحة المنقض من أفق السماء
فرحٌ والله لايعدله
فرح ,حتى ولا سفك الدماء!
رسالة إلى شاب
سجادك العجمي هذا والأثاث الانجليزي
ماذا يفيدك ياعزيزي!
ماذا تفيدك ثروة حصَّلتها في مثل أبهة الملوك بذلتها
أبكي لأجلك ياعزيزي!
هل ذقت يوماً غبطة الإيمان أو بأس حيدر أو رضا سلمان
ارحم شبابك ياعزيزي!
سلع الحضارة لاتقاس بذاتكا اتظنها ثمناً لكل حياتكا
أخطأت جدا يا عزيزي!
المؤمن الصديق سيد ساعته ورقي عالمه رقي قناعته
فاعرف مكانك ياعزيزي!
لو دب روح النسر في قلب الشباب لم يبحثوا عن سرهم بين التراث
إياك تيأس ياعزيزي!
باليأسِ معرفة الفتى تغتاله وبصيرته والمؤمنُ الصديق برهانُ الإله سريرتُه
فاربأ بنفسِك يا عزيزي !
يا أيها الشاهين عشك ليس في قصر الملوك لو كنت شاهين الجبال حقيقة ما أمسكوك
فأرجع لعشك ياعزيزي!
تعليقات