المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2023
  الحلقة الأولى امرؤ القيس – علقمة الفحل – طرفه – النابغة. ما بلغ فنان الغاية التي يروم أو اقترب منها إلا واتفق المثقفون على سمو مكانه وعراقة شعره. وكانت تأتي فقرات كثيرة تجمع أكثر من واحد، وتتفق نفس الاتفاق على المعيتها، وعلى قلَّة أمثالها أو عدمهم. ومن هنا نبدأ. ومن هنا بدأوا زمن الشعر.. إذا قبلنا هذا الرأي فهم من مؤسسي تقاليد الشعر إلى شوقي. والأولى أن نقول: إن هؤلاء الجيل الرابع أو الخامس، وأنهم لم يفترعوا طريق الشعر وإنما كانوا الجيل الثالث أو الرابع، وذلك لأن شعرهم جاء محككاً محكماً.. لا تقع عليه الزحافة أو العلة إلا نادراً. وكان أكثر مجموعات اليوم من أصحاب المعلقات التي اختلفوا فيها، فقيل إنها عشر، وأكد هذا (المؤرخ الثقة – ابن الحاس). -        أما مجموعة من كل الأقطار فقد قالوا إن هذه السبع أو العشر من اختيار الشعراء الذين تلو ذلك الجيل.. -   وأن بعض القصائد تكونت من مقطوعات أمكن تجميعها، لواحدية البحر والقافية.. وأن تعليقها في أستار الكعبة ليس تقديراً لمكانة القائلين وإنما لمكانة القول.. ولا فرق هنا. -   ولا شك أ...
  الحلقة الثالثة نجا عمر بن الخطاب من أكثر المعضلات التي واجهها سلفه، مثل حرب الردة ومثل تنفيذ جيش أسامة، ولكن واجهت عمر معضلات أشد، أهمها جدب عام الرمادة الذي بلغت فيه المجاعة غاية مداها، وكان عمر يأكل خبزاً وزيتاً وأبى أن يأكل غير هذا الذي يأكل منه سائر الناس.. قائلاً: (ما أنا إلا واحد من هؤلاء الناس أحمل الأمانة عليهم وعبء الرعاية لأحوالهم.. فوالله لو ماتت عنزة في أقصى اليمن أو العراق لرأيتني مسؤولاً عنها أمام الله). وكان عليماً بأحوال البيوت وتفاوت دخلها وأيها فقير وأيها الأفقر، وكانت الفتوحات قد درت أموالاً فقرر لكل نفس مرتباً شهرياً أو سنوياً، وكانت تسجل المواليد لتجري عليهم المرتبات من بداية السنة الثالثة، وكانت بعضهن يستعجلن فطام الوليد لكي يلحق بقائمة الأرزاق، فعلم عمر هذا فقرر المرتبات من يوم ولادة الجنين وكان يضيق بالمال الوافد من الأقاليم، فدله رجل رومي على افتتاح بيت المال وتسجيل الواصل، ومقداره، والمنصرف ومقداره. وهل هناك تعادل بين الانفاق والصرف، فافتتح ديواناً مالياً ولى عليه أبا عبيدة بن الجراح لأن رسول الله لقبه (بسيد الأمناء). بعد ولاية عمر بعام أراد رجال ا...
من كتاب عبقرية المعنى لعبدالله البردوني الذي صدر بالقاهرة عن دار عناوين بعنوان بردونيات وتشرفت باعداده للنشر وكتابة المقدمة 1 ................................................................................. كانت القبائل العربية في الجاهلية تختار لأولادها الأسماء الخشنة لقصد إفزاع العدو ولكي تدل على الافتراس، فكانت الأسماء تتوالى من هذا الطراز (أسد – نمير – صخر- حرب – جندل – علقمة...الخ) وكانوا يختارون لعبيدهم الأسماء الأنيسة، وقالوا إن هؤلاء يأنسون فنحب لهم الأسماء الأليفة المأنوسة لأنهم خدامنا أما أبناؤنا فننتقي لهم الأسماء الحربية وهذا صحيح فإن وقع الاسم الخشن يستفز السمع لأن حروفه كانت تتركب من حروف القلقلة، ومن حروف الدلاقة ومن الحروف السائلة وظل هذا التقليد إلى آخر القرن السابع الميلادي، وحين ولد رسول الله ص كان أبوه قد أجاب اليقين وهو أولى بتسميته فناب عنه عمه لأن حق الأم في التسمية يأتي بعد الأب أو من ينوب عنه فوقع الاختيار على اسم (محمد) وما كان هذا كثير الشيوع بل كان يدنو من الندرة فكان النبي ثالث اسم في عصر ميلاده ولم يكن سابقوه من المشاهير الحربيين أو الشعراء أو الخطباء وإ...