نســــــــــــــيان com هو اختصار لامرأة لاوجود لها على الأرض! بقلم محيي الدين سعيد

لابد لي في البداية أن أوضح أمراً مهماً ، وهو أني أطلب من روعتي الاّ تغضب مني ، وأُذكٍّرها يوماً برسالتها لي قائلةً ( يامحيي والله لو شتمتني ماغضبتُ منك ولكن لاتشتمني ) ولكنني مجبر هنا على شتمها وليس معنى شتمها أنني أكرهها بل إنني أحبها أكثر من اليوم الذي شتمتها فيه وهذا اعتذار لها

عن أي شتيمة  صدرت أو ستصدر (هههههههه) ولكنني لن أحذفها ، لأنها قد قيلتْ وكفى ، وهنا  أريد ان أعترف بمدى ماتركته هذي الأنثى المميزة روعة على حياتي وكتاباتي  وتفكيري ، فقد كنتُ ومازلتُ معجباً بها ككاتبة ومعجباً بها كأنثى فهمتني  كنفسي لأنها نفسي وهي وحدها في هذا العالم القادرة على احتواء تمردي وغضبي  وعواصفي ....وهذا الموضوع ككل كان من بنات أفكارها
ووحيها وكنت أتمنى أن يكون موضوعا كبيراً مشوقاً جذاباً آسراً ..لكنني لم  أستطع بسبب عاصفة قامت بيني وبينها ...ولما نلتق إلى الآن .....لها مودتي  واحترامي وعقلي وحبي وعشقي ، وإنّ ذكراها قوت قلبي !!(انتهى الاعتذار )
كتبت  إحداهن أقصد من النساء   المهووسات بالحب وكما قال الشاعر : على باب قلبي  توقف كل الجياع إلى الحب / ونادوا طويلاً عليّ / فلما نفضت بقايا اغترابي  وأحضرت من مارد الجراح مفتاح بابي / همستُ أنا مثلكم مثلكم يارفاق ...
وقول  القائل وكان أكثر العبارات ايحاءً بطبيعة هذي المرأة وسلوكها واخلاقها  ..وجوعها العاطفي وليس مجرد ظمأها فقط ، بل واجزم أنها أكثر جوعاً وحرماناً  عاطفياً من الرجال العرب وخاصة اليمنيين ...(أفتش عن نديم ــــ في  الفيسبوك طبعاً ــــ يحتسي روحي ويمضي حين يثمل ولايستل خنجره ويعقر ناقتي  ...)سلامة ناقتك ياروعة خطاب ...!!ـ
 ــــ  المثقفات يوماً " في مناسبة من نوع خاص ... أهديت نفسي كتاباً حديث النشر  لأحلام مستغانمي ... ( نسيان . كم ) .... و في كل صفحة أسأل نفسي .. ماذا  كان محيي الدين ليقول لو قرأ هذه العبارة ...؟؟؟ لو كان لي أن أهديك هذا  الكتاب ... لفعلتْ .... ـــــ مع أن هذي السيدة كانت كاذبة جداً ، وغير  صادقة بكل ماكتبت مع أن كتابتها جميلة ومن أعلى طراز ودائما النساء  الكاذبات والخائنات موهوبات بكثير من الأمور وذكيات ...أيضاً ، إلى حد أنك  لاتستطيع ان تعرف إن كن كاذبات أو صادقات ...!!ــــــ

لأني أعرف أنك تقرأ لمستغانمي ... و أدرك أن تذوقك و نقدك له ... سيكون أجمل من الكتاب نفسه ....."  (روعـــــــة.................... ) والحقيقة أنني نادم اشد الندم على شرائي لهذا الكتاب نسيان ...لكم أو com لافرق في عقل المرأة فهو كتاب ليس فيه أي قيمة شعورية على الرغم من الأناقة التعبيرية التي صيغ بها الكتاب ...وكذلك تلك القشور اللفظية ...لأن الكتاب ليس الا بمايحدثه في العقل والنفس ...وإلا لاوزن له الاّ مؤقتاً بمقدار الدعاية والترويج...الباذخ له!

والحقيقة
أني أنتظرت هذي الهدية كثيراً  لأن الكتاب يغريني ويغويني , وكنت أثق بذوق وعقلية هذي الإنسانة  ولأننا نجد في صنعاء كل شئ فقد قصدت تلك المكتبة التي تهتم بهذي الكتب التي نالت شهرة واسعة...مكتبة أبي ذر الغفاري...وفرحت به وكان كالهدية.....فعلاً , وأكثر على غلاء الثمن..وقلت  لنفسي حينها  هل من المعقول أن نجد في هذي الدنيا امرأة وأنثى ومثقفة..وكل شئ...كما هي في هذا الكتاب (نسيان كم) , وزلكنني لما لمحت اشارة في غلاف الكتاب الأخير  أو شبه وصية من أحلام للنساء تقول فيها (أحبيه كما لم تحبه امرأة وانسيه كما ينسى الرجل ....) كم شدني هذا اللعب على المتناقضات من هذي الكاتبة...وهذا ما سأفرد له بحثاً واسعاً  في هذا الموقع ......ولعلي سأهديه إلى كل رجل راح ضحية حب امرأة متناقضة مثل أحلام مستغانمي...وغيرهـا....!
قبل أن أرمي بكل ماكنت أعتزم كتابته في هذا المقام حول عدد من مؤلفات أحلام مستغانمي , خرج الكتاب المثير للرغبة في قراءة جسد وتفكير المرأة من خلال كتاب أحلام  قبل الأخير (نسيانكم ) أو نسيان com
قبل أن أرمي بكل ماكنت أعتزم كتابته في هذا المقام حول عدد من مؤلفات أحلام مستغانمي , خرج الكتاب المثير للرغبة في قراءة جسد وتفكير المرأة من خلال كتاب أحلام  قبل الأخير (نسيانكم ) أو نسيان com , ولعلنا نشير هنا إلى تلك المسحة الرقيقة المغلفة بالجمال البصري اللغوي الذي تكتب به هذي الأنثى التي تمت صياغة أنوثتها على طريقة العطور الباريسية , وأرى أن أنثى غيرها بهذي الصيغة البديعة من العطور الباريسية التي تم مزجها بهذي اللغة التي تميل ألاّ تكون لغة مستغانمي التي كتبت بها , ولكنها ربما تكون كتبتها بالفرنسية وتمت ترجمة الكتاب على يد مترجمين رائعين متمكنين أستطاعو أن يوصلوا إلينا هذا الكتاب وغيره لأحلام  بهذا الجمال الظاهري الذي يبدو من خلال الترجمات ولكنه لايبدو  حين تتم كتابته بالعربية مباشرة....بهذا التألق والخفة والرقة الأنثوية التي تتطاير كما تتطاير  العطور....الباريسية من على جسد جميلة تسير الهنيهة
على ناصية الشانزيليزيه...!
وقبل أن نسترسل في ذلك كله أريد لفت الانتباه إلى استمرار هذا الموضوع في حلقات عديدة هنا من هذا الموقع , وإذا ماأغفلنا شيئاً كنا وعدنا بذكره سيكون لنا معه عودة بلاشك في تتابع لهذي الزخات العطرية , وبقدر الجمال أو لايقل عن الجمال اللغوي الذي تكتب به هذي الأنثى التي أنستنا كل الإناث ماعداها , وكأنه تم تلخيص الإناث جميعا في هذي اللغة أو على هذه الأرض في امرأة أنثى نعتقد أنها أحلام مستغانمي , أو مايشبهها من صيغ الأنوثة بطريقة أخرى.. جديدة وتكاد تكون مستحيلة....
لاأعتقد بوجود أنثى كما تصورها أحلام إلاّ في خيالها وكذلك الرجل....!
وأريد هنا اقرار حقيقة شعورية بسيطة في البداية وهي أن كل ماكتبته أحلام مستغانمي إلى الآن الطاقة في كتابتها يتم استنفاذها بمجرد الإنتهاء من قراءة الكتاب الذي بين يديك أو بين يديكن....ولاأعتقد أن هذا الكتاب الذي نحن بصدده يخرج عن هذا الإطار الشعوري المؤقت...فحين ننظر إلى الكتاب نراه أشبه مايكون بغرفة نوم رتبتها امرأة باريسية لاتجيد شيئاً سوى ترتيب السرير .لتقع بعده المضاحعة دون ترتيب مسبق ....وهذا ماحدث في هذا الكتاب ,وماهو عليه بكل تفاصيله الوجدانية والحكمة المبثوثة في كل الصفحات ,
وكأنها تضع وصفة سحرية للتعامل مع الرجل الوغد الذي أكثر مايجيده  هو النسيان ,والنسيان فقط......مع أن  هناك وقائع انسانية تؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن المرأة والرجل يقتسمان جريمة النسيان معاً.
والكتاب لايبدو وكأن الموضوع قضية جوهرية في نفسها ولكنه عبارة عن ترويج واعلانات شخصية لنساء من ذوي الرايات الحمر....ولا  أظن أبداً  بوجود امرأة يمكن أن تعتبر كتاب أحلام هو وصفتها السحرية للتعامل مع الرجل بوفاء كبير , وحب كبير بهذا القدر...الذي تغيب فضائله وتبدو مساوئه للعيان , فهنا المرأة تتعلم التعامل بالمثل فقط وليس كما كان ينبغي التعامل بحب....وتتعلم النسيان والإنتقام أكثر من الحميمية (يتبع)!
نحن هنا لانقلل من قيمة كتابة حالمة ولانعلي من شأن كتابة أحلام مستغانمي...ولكن نقف موقف الناقد المحايد الطارح للأسئلة الموضح لبعض التناقضات الكبيرة التي تعزف عليها أحلام منذ بدأت تستعرض ذاكرتها الجسدية...
..
وحتى ثورتها على نسياننا...رغم أن كتابها عبارة عن ألغام ومقولات فلسفية وشعرية وحكم وأمثال..من هنا وهناك لكن الأجمل في هذا كله  إعادة صياغتها بطريقتها الخاصة..والتي سنتكلم عنها لاحقاً , وأضافت هي إليها جميعاً  مقدرتها الأنثوية تماماً وهي نفسها التي تتلاعب بها المرأة على الرجل والرجال جميعاً , التظاهر بالضعف ووقوع الظلم عليها...منذ الزمن السحيق وحتى صدور كتاب نسيانكم ...تقصدنا نحن الرجال...وكأنّ المرأة ليس في ذاكرتها أو جسدها مكان للنسيان..مع أن الكثير من الرجال الذين أتهمتهم أحلام بالنسيانهم ضحايا النسيان أيضاً وليسوا  مبتكريه ومخترعيه , فالنسيان اختراع نسائي تماماً وبدون أي شراكة مع أي رجل في هذا الكون ...وقد نذهب ونقول بأنه اختراع عدد من النساء اللاتي جمعتهن امرأة يوماً من قديم الزمان تشبه أحلام مستغانمي , أو قد تكون إحدى النساء اللاتي تنتمي اليهن أحلام من العصر اليوناني ..أو الحجري حتى , ......!
إنّ أحـلام تريد أن تكون معلمة لعالم النساء في العشق , وهي تقتدي بعدد من الشعراء الذين تركوا وصاياهم وآخرهم محمود درويش حين قال ..."لاتسألوني عن الحب , لكنها التجربة ,
لاتسألوني عن الشعر لكنها الموهية...." وكذلك كما فعل حسب قولها الوسيم شكلاً وقلماً الروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا بكتابه الذي بعنوان "رسائل إلى روائي شاب"تقول "حدث كثيراً أن تمنيت لو أني املك الوقت والصبر اللازمين لكتابة (رسائل إلى عاشقة شابة.)!
وأرى أنه أكثر الكتب خيانة ومليئاً بروح الإنتقام وليس روح العشق والحب ,
سيكون هذا الكتاب الذي آمل الا تتوفق إلى كتابته هذي الأنثى التي تعشق الرجال جميعاً وتتظاهر بغير ذلك...بل وذهبت إلى جمع هذا الكتاب من كل مصادر ومصائر وأشتات ودواوين الشعراء , إلاّ وأتت به صاغراً ليعبر
عن أفكارها ويدعم فكرة النسيان لديها , وهي بذلك كله ومعه تدعي أنها تعلم العشق , وتقولب النسيان الذي تحتاجه كل امرأة إلى أنْ تحين ساعة الحقيقة  وهي ساعة النسيان لدى كل امرأة ...في هذا العالم ...ولقد حاولت أحلام أن تجعل من كتاباتها مرجعاً عاطفياً حتى أثناء المحن الوطنية والقومية والإنسانية كما حدث في كتابها الأكثر ضعفاً وهشاشة كبناء روائي...عابر سرير .
هذي الجملة البديعة قرأتها في رمضان على صفحة إحدى الصديقات في الفيسبوك...(الرجولة في تعريفها الأجمل تختصرها مقولة كاتب فرنسي "الرحل الحقيقي ليس من يغري أكثر من امرأة بل الذي يغري أكثر من مرّة المرأة نفسها"وتضيف أحلام
"الرجولة تؤمن بأنّ العذاب ليس قدر المحبين , وبأنّ الدمار ليس ممراً حتمياً لكل حب ولاكل امرأة يمكن تعويضها بأخرى , وأنّ النضال من أجل الفوز بقلب امرأة والحفاظ عليه مدى العمر , هما أكبر قضايا الرجل وأجملها على الإطلاق ......
ولعل أغرب وأجمل صياغة وأكثراءها براءة وسذاجة وخفة وشغفاً هي قولها تبعاً لذلك "هذا الكتاب يسمح لمن تسلل من الرجال هنا أن يتعلم من أخطاء غيره من الذكور من باب تعلم الأدب من قليل الادب "مضيفة "عليهم ان يتعلموا الحب من قليلي الحب , ليعتبروا بمصائر الكاذبين والخونة والمتذاكين والأنانيين وليأخذوا علماً أن ّ النساء استيقظن من سباتهنّ الأزلي ....."

أما الرجال الحقيقيون فأعتذر لهم , أحب إثم ذكائهم فأنا واثقة أنهم سينجحون في رشوة النساء بما يملكون من وسائل" رجالية " لاتصمد أمام اغراءاتها امرأة "....هنا نرى الكناية الجنسية والمادية والعاطفية ...وأنانية الرجل التي تشير إليها أحلام مستغانمي....!
ونحن هنا نريد الكلام عن نوعية هذا الكتاب النسيان لكم أيها الرجال , أنه ليس كتاباً روائياً ولاينتمي إلى تلك الكتب التي تم وأمكن تسميتها بكتب فلسفة الحب والجمال وخاصة التي كتبتها غادة السمان وجبران خليل جبران ومصطفى صادق الرافعي ...
وغسان كنفاني ..مع أن أحلام مستغانمي لم تذهب بعيداً جداً عن  غادة السمان , فهناك نوع من التقارب الفكري الأنثوي بينهما , الجوع العاطفي الذي يميزهما معاً , الثقافة الفرنسية التي أنغمست فيها كلاهما ,غير أن احلام بحكم حياتها الفرنسية الخالصة , واشاراتها الكثيرة التي وردت في الكتب جميعها وأنها زير للرجال كما هو حال بعض الرجال الذين يطلق عليهم (زير ) والزير دوماً يكون أيضاً مرجعاً عاطفياً وجنسياً , كما كان الدون جوان وكازنوفا في زمنه وأذكر أني قرأت مذكرات هذا الأخير قبل فترة من العمر وهذا النسيان لايخلوا اطلاقاً من المجازات والكنايات والمتفجرات والاشارات والعبارات التي تلفت الذهن جنسياً تجعله يعربد في هذا الكم الهائل من العواطف التي تضغها لنا هذي الأنثى التي لاأعتقد أنه بامكاننا العثور عليها أو مثلما تصفها وتتحدث عنها إلاّ في الجنة , وليس في عالم أحلام اليقظة ولا في كتابات أحلام مستغانمي ....جميعاً !
ومنذ بدأت أقرأ لهذي اللبوة الأنثى الجزائرية التي تركت الجزائر ينطحن لأعوام عديدة كي ترجع لنا بهذي الروائع لتجاربها العاطفية المريرة...التي ربما خاضتها مع أقوام أوغاد لايتميزون بالوفاء والحب الصادق ...وهي تجربة شخصية لاينبغي أن تصبح مرجعاً عاطفياً لهذا العدد الكبير من النساء اللاتي يتابعن ماتكتبه هذي اللبؤة الجزائرية..الرائعة
 "كانت فتاةً مغربيةً , رسبت في البكالوريا , لاتملك أية جاذبية , جاءتني بضفائر قروية وملامح جبلية كانت تقيم عند قريبتها ,,,وتأتي يومياً لمساعدتي لبضع ساعات في أشغال البيت وللاهتمام بالأولاد
, ذات يوم وقعت في حب رجل سوري , لاأدري أين صادفته , كان يعمل استاذاً في سوريا وأصبح يعمل طراشاً في باريس , كان الرجل يملك وسامة مشرقية تباهي بها فقد كانت تحمل صورته أينما حلّتْ تدريجياً فقدت البنت صوابها , جنّتْ به حباً وغيرة , لكنْ الرجل لم يفقد عقله ان فقط يتسلّى (رجال واستحلى) كما يقول اللبنانيون .
وجدت, نفسي متورطة في قصتها , فقد كانت تطلب مني أن أكتب رسائل حب نيابة عنها ـ وهذا ماأسميه أنا خيانه عظمى للحب أن تعبر عن امرأة أخرى غيرها وتعتبر ذلك عملاً بطولياً ـ (بعد أن أكتشفت موهبتي الأدبية ) بينما أكتشف الرجل لاحقاً
عندما أرته مقالاتي وصوري في المجلات , أنها تعمل عند كاتبه وأنّ الرسائل المكتوبة إليه أجمل من ساعية البريد (والقصة تستحق رواية !) "....هنا لننظر إلى حجم الخيانة العاطفيه حين تعبر كاتبة عن مشاعر خادمتها ....أليس في الأمر خيانة لرجل يريد حباً من امرأة بعينها , كيف سيكون موقفه حين يكتشف أن كل ذلك اهراء العاطفي ليس من قلب المرأة التي يحب ...؟؟؟؟
انظروا لنتابع ..."ذات يوم قرر التخلي عنها برغم جهدي في تجميلها ...وقص ضفائرها واهدائها أجمل ثيابي , حتى أقسمت أمي إها سحرتني , وإلاّ كيف اعفيها من الإهتمام بأطفالي الثلاثة وأكرس وقتي لخدمتها ....كانت كلما هاتفته كان يقطع الهاتف في وجهها وإنْ دقتْ بابه رمى بأشيائها حتى بدأت تراودها فكرة الإنتحار لمقاصصته بموتها أو إلحاق أي أذى به فقد كانت البنت بربرية من الأطلس , المغربي , وتحب لأول مرة بوفاء وأنفة و شراسة , أي مدججة بكوكتيل من العواطف القابلة
للانفجار والدمار .
وصل معها الى اتفاقية أن تهاتفني كلما شعرت برغبة في مهاتفته فأشتمه لها وألعن أباه وأصيح بها كيف تسمحين لطرّاش
أن يفعل بك هذا ......ثم أنت التي نفختيه وطلبت من ان أكتب له رسائل ماكتبتها جورج صاند لشوبان ....زأهمليه دعيه يتعذب
...طبعاً على الأرجح أن الرجل كان منهمكاً في أكل ضحية جديدة , ...لكنني كنت أقول لها أي شئ يقوي عزيمتها كي تصمد وتنساه ....ذلك أنني لااستطيع إلاّ إنقاذ المهاجرات غير الشرعيات في مراكب الحب , عندما يغرر بهن أحدهم ويبعث بهن في مركب غير آمن للهجرة نحو  أرض العشق الموعودة ثم ينساهن في عرض البحر , قضيت عمري في انتشال الإناث الحماوات
من قصص الحب المغرقة ,ومازلت فيهذا الكتاب لاأفعل إلاّ هذا , وهكذا طلبت من تلك الصديقة مهاتفتي كلما راودها الحنين الى مهاتفته فأقول لها عن الرجال مايشفيها وينسيها ملتهم ..."
.........(الرجال تقتلهم الكراهية , والنساء يقتلهن الحب..)...الشاعر أوفيد...من كتاب نسيان com
أؤلئك الجميلون الذين يسكنون أحلامنا النسائية ، الذين يأتون ليبقوا .. و يطمْئِـنُوا .. و يُمْتِعوا .. و يذودوا ... ليحموا و يحنوا و يسندوا .. الذين ينسحبون ليعودوا ، و لا يتركون خلفهم عند الغياب كوابيس و لا جراحاً و لا ضغينة .. فقط الحنين الهادر لحضورهم الآسر .. ووعداً غير معلن بعودتهم لإغرائنا كما المرة الأولى ..(.نسيان كم)
الرجولة في تعريفها الأجمل ، تختصرها مقولة كاتب فرنسي " الرجل الحقيقي ليس من يُغري أكثر من امرأة ، بل الذي يُغري أكثر من مرّة المرأة نفسها " .. الرجولة تؤمن بأن العذاب ليس قدر المحبّين ، و بأن الدمار ليس ممراً حتمياً لكل حب ، و لا كل امرأة يمكن تعويضها بأخرى ، و أن النضال من أجل الفوز بقلب امرأة و الحفاظ عليه مدى العمر...... هما أكبر قضايا الرجل و أجملها على الإطلاق ...( نسيان . كم )...
هكذا تظل أحلام تنسج خيوطها كعنكبوت ...إذ بمجرد الإنتهاء من قراءة كتابها هذا أو ذاك او حتى مايسمى بذاكرة الجسد....
فإننا لا نشعر بما نشعر به حين نقرأ أي كتاب لأي كاتب وفي أي موضوع وخاصة في المجال الروائي .إذْ أني أذكر حين بدأت بقراءة الروايات فقد كانت هذي الروايات تحدث اهتزازاً وجدانياً وانفعالياً  أظل تحت تأثيره لأيام وهناك أسابيع وشهور وهناك روايات يظل مفعولها وشحنتها الوجدانية تسري في العقل والنفس لسنوات أو حتى الآن....كما حدث معي في رواية البؤساء
ورجل نبيل والرباط المقدس لتوفيق الحكيم...كمثال ..أما هنا فلاتوجد شحنة ولاطاقة ولاأحس للحظة بذلك التأثير الوجداني الرهيب الذي يحدثه أي عمل أدبي , فمايسمى هنا روايه أو ماشابه , لاأراه إلاّ مجموعة مقالات وكتابات متفرقة المشاعر والموضوعات , حتى حين نقارنها بالكتب التي تصب في علم الجمال وفلسفة الحب أو تعلم الحب للنساء أو للعالم فهذا النسيان لايمت إلى كل ذلك بصلة ...حتى أنني حين بدأت أقلب ـ مجرد تقليب للورق الفاخر للكتاب ـ لاحظت كمية المادة المأخوذة من الفلاسفة والشعراء والروائيين وماشابه وللأمانة العلمية فقد كانت الأحلام مستغانمي أمينة بالنقل والتوثيق ونسبة المادة التي تاخذها لتملأ بها الكتاب إلى أأصحابها.....فكأنها كانت تمارس ور المرة الأنيقة التي تهئي السرير ومايحيط به من جماليات وزهور وورود وروائح العطر ,غير أنها أستدعت هنا امراءات أو مجموعة من النسوة الضحايا حسب قولها ...أو كأنها أنتزعت شهرزاد الأكثر عذوبة وخيالاً وخداعاً ورواية للقصص الجمبلة من أحضان شهريار  الأكثر شبقاً على الإطلاق في العالم ....لتحدثنا هذه الأحلام عن النسيان ...مع أن ّ النسيان أكثر ارتباطاً بالمرأة , وهي البطلة في هذا الميدان ولقد سميت النساء بالنساء من النسيان ....ولعل يوم الطين التي يضرب به المثل العربي الشهير والذي يحكي قصة المعتمد بن عباد مع اعتماد الرميكية حين تمنت أن تلعب بالطين بعد المطر مع نساء القصر , فأمر [عجن لالطين مع العطور وكل ماكان جميل وطيب الرائحة ...لتضع اعتماد ساقيها الجميلتين في كل هذا الجمال المصنوع .والمطبوع ....وطل الناس يتناقلون هذا الحب والعطاء لقرون وحتى اليوم ....ولكن اعتماد الرميكية لم تنتظر كثيراً .....من سوء حظ المعتمد إلاّ أن قالت له" إنني لم أر منك خيراً أبداً ....." فضحك المعتمد وهو في أغمات بالمغرب طريداً شريداً قائلاً لها ....ولايوم الطين ......فذهب ذلك مثلاً.......ويبدو أنّ أحلام لم تقرأ ذلك ابداً.....!!
وأنا أواصل قراءة نسيانcom أصل دوماً إلى حقيقة واحدة لاتختلف وهي أنّ كل ماتكتبه أحلام من أجمل مايكون وهو أشبه شئ بامرأة بارعة الجمال المذهل ,ولكنها باردة جنسياً أو لاتجيد ممارسة الجنس,أو أنها من ضحايا الختان وليس قوارب الموت وليس لديها الثقافة الجنسية الكاملة مما يجعل من المتعة
بعيدة المنال,ومن الشعور الطاغي بالأحاسيس المتداخلة التي يفرزها الجنس على الكيان الإنساني.ويولّد الراحة النفسية والإستقرار الشعوري وحب الحياة....
إذن (الحب هو عدم حصول الرجل فوراً على مايشتهيه....) ألفريد كابوس ...
طبعاً أجمل مافي نسيان com الكتاب هو هذي السطور المنتزعة من مفكري وفلاسفة العالم ..وشعرائها , واصحاب تلك اللمحات البارعة والتي تجسدتْ في قول هنا وفي سطر هناك . وفي بيت من الشعر هنالك...وهكذا , كانت شبهة لنسيان المستغانمية , ونحن كرجال فخورون للغاية بان ّ هناك امرأة تعلم النساء الحب والنسيان والجنس والشبق , وكيف يمكن للمرأة أن تكون ذلك المصل المضاد لجميع نزوات ورغائب ونذالة ونسيان الرجال....والرجل الواحد...
"أشياء تطاردها
وأخرى تمسك بتلابيب ذاكرتك
أشياء تلقي عليك السلام
وأخرى تدير لك ظهرها
لكنك كلما صادفتـها
أردتك قتيلاً..........
تكتبين روايات وقصائد في الحب ،لايسألك أحد فيمن كتبتها ولايسألك إنْ كان المرء يحتاج حقّاً كل مرّة أن يحب ليكتب عن الحب ........ذلك أنّ ذكرى الحب أقوى أثراً من الحب ، لذا يتغذى الأدب من الذاكرة لا من الحاضر ...
لكأن النسيان شبهة تفوق شبهة الحب نفسه ,فالحب سعادة , أما النسيان فاعتراف ضمني بالإنكسار والبؤس العاطفي
وهي أحاسيس تثير فضول الآخرين أكثر من خبر سعادتك..
لكن الإكتشاف الأهم هو أنّ المتخمسين لقراءة وصفات للنسيان أكثر من المعنيين بكتاب عن الحب....
كل من كنت أظنهم سعداء انفضحوا بحماسهم للانخراط في حزب النسيان ....."
هنا تحاول أحلام الذهاب بعيداً نحو النسيان كقضية سياسية , نتيجة أزمة الذات العربية وخيبات النظم المتوالية.....
وهذا بعيد عن  المنطق العام للكتاب ...لكنها تحاول اقحام السياسي في العاطفي وخلط للأوراق أو تخلط المشاعر الصادقة
مع المشاعر الكاذبة مع المشاعر المزيفة مع اللغة الفرنسية مع الترجمة الجميلة التي تصدر من أخرى غير أحلام مستغانمي ....! 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفضول - ( عبد الله عبد الوهاب نعمان ) - ليتني ماعرفته...!!

التصوير الفني في القرآن ...ل.سيد قطب ...الناقد الفذ 1ـــ3

حديث الــــــــــروح ....للمفكر الاسلامي الباكستاني /محمـــــــد إقبالْ 1ـــ3